عاش أبو العلاء المعري في أسرة عالية المستوى تنتمي إلى قبيلة “تنوخ” العريقة، التي يرجع نسبها إلى “يَعرُب بن قحطان” و هي من أكثر قبائل العرب نسبا و حسبًا، وقد كان لهم دور فعال في حروب المسلمين، وكان أبناء تلك القبيلة من أكثر القبائل عددًا، وأشدهم و اكثرهم قوة في قتال الفرس.
علم المعري و دراسته
وعندما وصل المعري عمر الثالثة أُصيب بمرض الجدري، فقد البصر في إحدى عينيه، لكن تلك المحنة بالرغم من قسوتها و شدتها لم تُضعف عزيمته، ولم تمنعه من مواصلة طلب العلم، وقام بتحدي تلك الظروف القاسية التي مرَّ بها، فجد في طلب العلم وقرأ القرآن على جماعة كبيرة من الشيوخ، وسمع كذلك الحديث
كان المعري أسطورة واضحة في الذكاء وقوة الحفظ، فقد كان يحفظ بسرعة ما يسمعه من اول مرّة ، ويتلوه كأنه كان يحفظه من قبل، و في رواية ان أهل حلب سمعوا به وبذكائه وحفظه بالرغم من صغر سنه فأرادوا أن يختبروه؛ فقام كل منهم بانشاده بيتًا من الشعر ، وقد كان المعري يرد عليه ببيت آخر من حفظه على نفس القافية، حتى أنهوا كل ما يحفظونه من أبيات شعر، فاقترح المعري عليهم أن ينشدوه أبياتًا ويجيبهم هو بأبيات من نظمه الخاص على قافيتها، فأنشده كل منهم ، و كان يجيب عليهم جميعا .