مقال اليوم عن المياه الزرقاء ماهى وما اسباب الاصابة بها وماهى عوامل خطر الاصابة بالمياه الزرقاء
يُطلق مصطلح المياه الزرقاء على المشكلة الصحية المعروفة علمياً بالجلوكوما (بالإنجليزية: Glaucoma)، وترتبط هذه الحالة بارتفاع الضغط داخل العين (بالإنجليزية: Intraocular Pressure)، مؤدياً إلى إلحاق الضرر بالعصب البصريّ المسؤول عن نقل الصور إلى الدماغ، ويجدر بيان أنّ مشكلة المياه الزرقاء عادة ما تتقدم مع مرور الوقت، وإنّ استمرار تقدمها قد يصل بالمصاب إلى مرحلة المعاناة من فقدان البصر، وهذه المضاعفات تكون أكثر خطورة في حال إصابة الشخص وعدم خضوعه للعلاج، إذ يمكن في هذه الحالات أن يُصاب بالعمى الكليّ بشكلٍ دائم خلال سنوات قليلة من الإصابة، وعلى الرغم من أنّ مشكلة المياه الزرقاء تظهر في مراحل متقدمة من العمر، إلا أنّه يُعتقد أنّ العوامل الوراثية تلعب دوراً قوياً في الإصابة بها، ويجدر التنبيه إلى أنّ المصابين بالمياه الزرقاء على العين قد لا يُعانون من أية أعراض أو علامات في بداية الأمر، ولذلك لا بُدّ من مراجعة الطبيب مرة كل عام أو عامين على الأقل للأشخاص الذين يبلغون الأربعين من العمر في حال وجو تاريخ عائليّ للإصابة بهذه المشكلة، أو في حال الإصابة بالسكري، أو أيّ مشكلة صحية أخرى تزيد فرصة الإصابة بأمراض العين، ومن الجدير بالذكر أنّ لمرض المياه الزرقاء نوعين أساسيين، الأول يُعرف بجلوكوما الزاوية المفتوحة (بالإنجليزية: Open Angle Glaucoma) وهو النوع الأكثر شيوعاً، وحدث نتيجة عدم قدرة العين على تصريف السائل الخاص بها على الوجه المطلوب، وأمّا النوع الثاني فيُعرف بجلوكوما الزاوية المغلقة (بالإنجليزية: Angle-closure glaucoma)، ويحدث هذا النوع نتيجة انسداد أو تراجع مساحة الزاوية التي تفصل بين قزحية العين والقرنية، ممّا يؤدي إلى ارتفاع ضغط العين.[١]
أعراض المياه الزرقاء
تختلف الأعراض التي تظهر على المصابين بالجلوكوما باختلاف نوعها، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]
- أعراض جلوكوما الزاوية المفتوحة: يُعاني المصابون في هذه الحالة من فقدان البصر الطرفيّ بشكلٍ تدريجيّ، وعادة ما يُواجه المصاب هذه المشكلة في كلتا العينين، وعند تقدم الحالة يمكن أن يُعاني المصاب من المشكلة الصحية التي تُعرف بالرؤية النفقية (بالإنجليزية: Tunnel Vision).
- أعراض جلوكوما الزاوية المغلقة: يمكن تلخيص الأعراض التي تظهر على المصابين بهذا النوع من الجلوكوما فيما يأتي:
- الشعور بألم في العين، وعادة ما يكون هذا الألم شديداً للغاية.
- زغللة النظر (بالإنجليزية: Blurred Vision).
- الشعور بالغثيان وربما وصل الأمر حد التقيؤ إلى جانب الشعور بألم في العين.
- احمرار العينين.
- شعور المصاب بلمعان الأضواء بشكل يفوق الوضع الطبيعيّ.
- مواجهة مشاكل على مستوى الرؤية، وغالباً ما تكون بشكل مفاجئ وغير متوقع، وخاصة في حال وجود المصاب في المناطق المعتمة أو ذات الأضواء الخافتة.
عوامل خطر الإصابة بالمياه الزرقاء
هناك عدد من العوامل التي تزيد فرصة إصابة الشخص بالمياه الزرقاء، نذكر أهمّ هذه العوامل فيما يأتي:[٣]
- العمر: ترتفع احتمالية الإصابة بالجلوكوما بتقدم الإنسان في العمر، وقد وُجد أنّ هذه الاحتمالية تزداد قليلاً بمرور كلّ سنة من عمر الشخص، وبالاستناد إلى الإحصائيات المُجراة وُجد أنّ الأشخاص بشكل عام ترتفع احتمالية معاناتهم من المياه الزرقاء على العين ببلوغهم الستين من العمر، في حين وُجد أنّ فئة معينة منهم قد ترتفع احتمالية إصابتهم بهذه المشكلة ببلوغهم الأربعين من العمر، وهذه الفئة هي الأشخاص من أصول أفريقية أمريكية.
- العِرق: على الرغم من احتمالية إصابة أي شخص بالجلوكوما، إلا أنّ الأفراد من أصول أمريكية أفريقية أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة بالمقارنة مع الأشخاص من أصول قوقازية، ويجدر التنبيه إلى أنّ الأفارقة الأمريكيين لا يُعدّون أكثر عُرضة للإصابة بالمشكلة ذاتها فقط، وإنّما كذلك أكثر عُرضة لمواجهة مشكلة فقدان البصر نتيجة الإصابة بالجلوكوما بشكلٍ أكثر من غيرهم.
- التاريخ العائليّ: إنّ وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالمياه الزرقاء على العين يجعل الشخص أكثر عُرضة للمعاناة من هذه المشكلة.
- التاريخ الصحيّ: أثبتت بعض الدراسات أنّ إصابة الشخص ببعض المشاكل الصحية والأمراض تزيد فرصة معاناته من الجلوكوما، ومن هذه المشاكل: ارتفاع ضغط الدم(بالإنجليزية: High Blood Pressure)، والسكري، وأمراض القلب (بالإنجليزية: Heart Diseases).
- إصابات العين: وُجد أنّ تعرّض العين لبعض الإصابات الشديدة قد يتسبب بزيادة الضغط فيها على المدى القصير وكذلك على المدى البعيد، هذا بالإضافة إلى أنّ إصابات العين قد تتسبب بتغير موقع عدسة العين مُحدثة تضيقاً في مجرى تصريف العين، وهذا بدوره يزيد خطر المعاناة من ارتفاع ضغط العين وبالتالي الإصابة بالمياه الزرقاء.
- العلاج بالستيرويدات: تبيّن أنّ استعمال الأدوية التابعة لمجموعة الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids) لفترات طويلة من الزمن يزيد خطر معاناة البعض من المياه الزرقاء على العين، ومن الأمثلة على أدوية هذه المجموعة: الهايدروكيرتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone) وبريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
- عوامل أخرى: إضافة إلى ما سبق، وُجد أنّ هناك بعض العوامل التي تزيد فرصة معاناة الشخص من الجلوكوما وترتبط بالعين، ومنها: أورام العين (بالإنجليزية: Eye Tumors)، وانفصال الشبكية (بالإنجليزية: Retinal detachment)، والتهاب العين، هذا بالإضافة إلى أنّ هناك بعض الدراسات التي بيّنت أنّ معاناة الشخص من قصر النظر إلى حدّ كبير قد يلعب دوراً في ظهور هذه المشكلة، وأخيراً يجدر بالذكر أنّ طبيعة تركيب العين وتشريحها قد يزيد فرصة الإصابة بالجلوكوما، كما هو الحال عند قلة سمك القرنية وزيادة حساسية العصب البصري.