من هو خالد بن الوليد
سيرة خالد بن الوليد
التعريف ب خالد بن الوليد
ان خالد بن الوليد هو خالد بن المولود بن المختلفة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب، يكنى بابي سليمان القرشي المخزومي المكي
قدر عمر خالد بن المولود تقديرا؛ اذ لم تكن العرب تهتم بتاريخ ميلاد اطالفهم، فبلغ نحو وفاته ستين سنة تقريبا، فقدر مولده بحوالي اربعين سنة قبل الهجرة النبوية، وقد كانت خصايص خالد بن المولود الجسدية تشبه خصايص عمر بن الكلام رضي الله عنه، فكثيرا ما كان يخلط الناس بينهما اذا قالوا لاحدهما، ونشا خالد بن المولود مع اقرانه على تعلم وممارسة الفروسية حتى بات من افضل الفرسان فعلا شانه بين قومه، ومن صفات خالد بن الوليد:[٣]
التضحية وحب الفداء: فروي عنه انه كان يفضل الليلة الباردة العنيفة التي في صباحها اجتماع العدو على السبات الهاني وعلى بشارته بالعروس التي يحبها ويبشر منها بولد.
الكرم: فكان خالد بن المولود يكرم ويجزل في المنح لمن يزوره من اشراف العرب ولو من ماله الخاص، حتى لامه عمر بن الكلام -رضي الله عنه- على ذلك.
الشجاعة: حيث كان خالد بن المولود مثالا في الاقدام والبذل في ساحات القتال بدون رهاب ولا وجل.
الحنكة والذكاء: فكانت قريش تستفيد من امكانات خالد بن المولود لثقتهم بحنكته، حيث قاد جيش المشركين في غزوة احد واستطاع ان يحقق النصر حينها على المسلمين لغفلة منهم، وكان صاحب قرارات سديدة في احوال المعارك والقتال، ففي احد الغزوات هم بالهجوم على المسلمين في وقت علاقات العصر وهم مصلون لولا ان الله -تعالى- انزل ايات صلاة الخوف، فلم يستطع ان يميل عليهم حينها.
مواقف خالد بن الوليد
اعلن خالد بن المولود اسلامه في السنة الثامنة للهجرة، وقد كانت حياته مليية بالانتصارات والاحداث الكبيرة قبل وبعد اسلامه، وفيما ياتي تصريح بعض بطولاته التي قام بها:[٤][٥]
- قال المورخون عن خالد بن المولود انه لم ينهزم حربا خاضها قط، وانه قدم اعمالا يستعجب منها العقل؛ كقطع المفازة من حاجز جمهورية العراق الى اول الشام في خمس ليال، وفي يوم موتة انقطع في يده تسعة سيوف، ولم يبق معه الا صفيحة يمانية يقاتل فيها، الامر الذي يدل على شجاعته واقباله على القتال وقوة ضربته حين يمسك بالسيف.
- كان خالد بن المولود صاحب تكتيك محكم في ساحة القتال؛ ففي يوم موتة بعد ان نال الشهادة القادة الثلاثة الذين عينهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم: زيد بن حارثة ثم جعفر بن ابي طالب ثم عبد الله بن رواحة، حمل المسلمون الراية لخالد بن المولود وكان القتال قاسيا وقد كانت الاحوال عصيبة على المسلمين؛ اذ لم يكن اي تكافي بالعدد؛ فكان عدد المسلمين ثلاثة الاف وعدد الروم ميتي الف، فاعاد خالد تنظيم القوات المسلحة فعكس الميمنة ميسرة وبدل الميسرة بالميمنة، واعاد الصدارة الى الخلف؛ فظن العدو ان جيشا جديدا وصل، فنزلت عزيمة الروم وضعفوا بعد شعورهم بوصول المدد، فاستطاع خالد ان ينسحب بالمسلمين دون خساير.
- حفر عدو المسلمين في فتح الانبار في جمهورية العراق خندقا عظيما بينهم وبين المسلمين؛ ليمنعوا وصول المسلمين اليهم لقتالهم، فامر خالد بن المولود بنحر الحسن والقايها في الخندق فصنع منها جسرا ليعبر الخندق ويصل الى اعدايه.
- حبس خالد بن المولود الماء عن البعير في قطع المسافة بين جمهورية العراق والشام بمسافة تسعمية كيلومتر، مع جيش يقدر بعشرة الاف مقاتل، تحت شمس وسط النهار وحرارة الصحراء والجوع والعطش، الامر الذي كان سببا في نجاتهم من الوفاة جميعا، ثم اورد البعير الى الماء حتى شربت اعداد عظيمة ثم قطع شفاهها، فلم تاكل فوق الماء شييا، فبقي الماء نقيا صالحا للشرب، فقام القوات المسلحة بعد هذا بنحر البعير لياكلونه ويشربون الماء الذي خزنه.
- انتصر خالد بن المولود -رضي الله عنه- على ذاته حيث ملا الايمان قلبه فكانت انتصاراته لله -تعالى- وحده دون رغبة منه ان يذكر او يعلو شانه نتيجة لـ انتصاراته المتتالية، فاحس امير المومنين عمر بن الكلام -رضي الله عنه- ان المسلمين قد يركنوا الى قايدهم وبسالته وذكايه، ويظنون ان النصر بيد خالد بن المولود وينسون فضل الله -تعالى- عليهم، فلذلك بعث الى ابي عبيدة عامر بن الجراح ليقود القوات المسلحة عن خالد بن الوليد.
وفاة خالد بن الوليد
خاض خالد بن المولود -رضي الله عنه- العديد من غزوات فكان من المتوقع ان تكون وفاته استشهادا في احدى المعارك الا ان الله -تعالى- اختار له الموت على فراشه في مدينة حمص في السنة الواحدة والعشرين للهجرة، وفي لحظاته الاخيرة بكى وتذكر الوقايع التي خاضها وتمنيه ان يكون موته في احداها، بل الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سال الشهادة بصدق، بلغه الله بيوت الشهداء، وان توفي على فراشه)،[٦][٤] ولم يترك خالد ين المولود خلفه الا غلامه وسلاحه وفرسه، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فيه: (قد ثلم الاسلام ثلمة لا ترتق)، وقال فيه ابو بكر رضي الله عنه: (عجز السيدات ان يلدن مثل خالد).[٥]