أعراض وعلاج شلل الاطفال
تعلم البشرية دروسًا قاسية على مر العصور، وكان شلل الأطفال واحدًا من أشد تلك الدروس وجلاءً ،
فقد كان هذا المرض الوبائي الشديد يعصف بأرواح الأطفال الأبرياء، مُخلِّفًا وراءه آثارًا لا تُنسى من الشلل والتشوهات العضلية.
لكن الإنسانية لم تستسلم أمام هذا العدو المخفي، بل قاتلت بكل قوتها وعزيمتها لإحداث تغيير حقيقي.
وها هي اليوم، نتأمل في النجاح الذي حققته العلم والطب، حيث تقترب البشرية من القضاء على شلل الأطفال تمامًا.
توجهت الجهود العالمية نحو التطعيم الواسع والفعّال، وتحالفت المنظمات والمؤسسات العالمية لتحقيق هذا الهدف النبيل.
الأمل يتجدد في كل ركن من أركان العالم، فالمرض لم يعد كابوسًا يخيم على الأطفال، بل أصبح تاريخًا يُروى للأجيال القادمة.
ففي هذا المقال سنتعرف على شلل الأطفال وأعراضة وطرق العلاج.
التهاب المفاصل الروماتويدي الاعراض والعلاج
تعريف شلل الاطفال
شلل الأطفال هو مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي ويسبب ضعفًا أو فقدانًا مؤقتًا للحركة والعضلات.
يُعرف أيضًا بالشلل الدماغي الرخو وبالاسم العلمي “شلل الأطفال الناتج عن فيروس البوليومييليتس” ،
حيث يتسبب هذا المرض في التهاب النخاع الشوكي والدماغ، وعادة ما يصيب الأطفال دون سن الخامسة.
يستهدف فيروس شلل الأطفال الخلايا العصبية في النخاع الشوكي والدماغ،
مما يؤدي إلى تلفها وانقطاع الاتصال بين الجهاز العصبي المركزي والعضلات ،
وقد يتسبب ذلك في فقدان القدرة على التحكم في الحركة وضعف العضلات في الأطراف المصابة.
تم تطوير لقاح شلل الأطفال في عام 1953 وأصبح متاحًا للاستخدام في عام 1957.
منذ ذلك الحين، شهدنا تراجعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بشلل الأطفال في جميع أنحاء العالم ،
ومع ذلك، لا يزال المرض ينتشر في بعض البلدان مثل أفغانستان وباكستان ونيجيريا.
ينصح باتخاذ الاحتياطات اللازمة عند السفر إلى هذه المناطق لتجنب الإصابة بالعدوى الفيروسية.
على الرغم من أن فترة الحضانة للمرض تتراوح عادة من ثلاثة إلى 21 يومًا، إلا أنها في معظم الحالات تكون عشرة أيام أو أقل.
وبالتالي، يجب البقاء يقظين والتبليغ عن أي أعراض مشتبه فيها لدى الطبيب للحصول على التشخيص السريع والعلاج المناسب.
أسبابه
الإصابة بشلل الأطفال تحدث نتيجة للإصابة بفيروس شلل الأطفال ، وتتمثل الأسباب الرئيسية للإصابة على النحو التالي:
الاتصال المباشر مع المصابين:
يمكن أن يتم نقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخر من خلال الاتصال المباشر مع السوائل الجسدية الملوثة مثل البلغم أو اللعاب أو البراز.
انتشار الفيروس في المجتمع:
يحدث انتشار فيروس شلل الأطفال بسهولة في المجتمعات التي لم تتم تطعيمها بشكل كافٍ ،
ويمكن للأشخاص غير المصابين أن يصبحوا مصدرًا للفيروس وينقلوه إلى الآخرين.
تلوث المياه والأغذية:
يمكن للفيروس أن ينتقل عبر تلوث المياه المستخدمة في الشرب أو المياه الملوثة المستخدمة في الغذاء، بالإضافة إلى تلوث الأطعمة والمشروبات بالفيروس.
ضعف نظام المناعة:
يكون الأفراد ذوو مناعة ضعيفة أكثر عُرضة للإصابة بشلل الأطفال ،
وقد يكون ذلك نتيجة لأمراض مزمنة أو حالات ضعف المناعة الأخرى.
لتجنب الإصابة بشلل الأطفال، يوصى بتطعيم الأطفال بلقاح شلل الأطفال واتباع إجراءات النظافة الجيدة ،
مثل غسل اليدين بانتظام وتناول الأطعمة والمشروبات النظيفة ، كما ينبغي تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين والابتعاد عن المناطق المعروفة بانتشار الفيروس.
أعراضه
1- ضعف في العضلات، خاصة في الساقين والأذرع.
2- صعوبة في التحرك والمشي.
3- شلل جزئي أو كلي في الأطراف المصابة.
4- تشوهات عضلية، مثل تقوسات العمود الفقري.
5- ردود فعل عصبية غير طبيعية، مثل تقلصات العضلات (ارتجاعات) أو تقلصات العضلات (نشاط عصبي زائد).
6- ضعف التحكم في الحركة، مما يؤدي إلى صعوبة في القبضة والتناول.
7- تأثير على الجهاز التنفسي، حيث يمكن أن يؤدي إلى الشلل 8- صعوبة في التنفس وضعف في عضلات الصدر والحنجرة.
9- تأثير على الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يحدث صعوبات في البلع والهضم.
10- تشوهات في العظام والمفاصل نتيجة عدم الاستخدام الطبيعي للأطراف المصابة.
أنواعه
هناك نوعان رئيسيان من شلل الأطفال :
شلل الأطفال الشامل (الرباعي):
يصاب الجهاز العصبي المركزي بالتهاب فيروسي يؤثر على الحركة في الجميع أو معظم الأطراف ،
ينتج هذا النوع عن الإصابة بفيروس البوليومييليتس، وهو النوع الأكثر شيوعًا من شلل الأطفال.
شلل الأطفال الجزئي:
يكون التأثير على الحركة محدودًا في جزء معين من الجسم، مثل الساق أو الذراع ،
قد يكون سبب هذا النوع هو إصابة محدودة في النخاع الشوكي أو الأعصاب المحيطية.
بالإضافة إلى النوعين الرئيسيين، هناك أيضًا تصنيف آخر يشير إلى حدة الشلل:
شلل الأطفال الكامل:
عندما يكون هناك فقدان تام للحركة في الأطراف المصابة.
شلل الأطفال الجزئي:
عندما يكون هناك ضعف في الحركة دون فقدان تام.
المضاعفات
في حالات الإصابة الشديدة بشلل الأطفال والتي تؤثر على القدرة على التنفس،
يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة تهدد الحياة. بالإضافة إلى ذلك،
قد تظهر مضاعفات طويلة الأجل لدى الأشخاص الذين يتعافون من المرض، وتشمل:
1- الشلل الدائم، حيث يستمر تأثير المرض على القدرة الحركية للجسم.
2- قصر العضلات التي يمكن أن يسبب تشوهًا في العظام أو المفاصل.
3- الألم المزمن، حيث يمكن أن يعاني الأشخاص من آلام مستمرة ومتواصلة.
4- متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وهي حالة يعاني فيها الأشخاص من تدهور في وظائف الجسم بعد فترة من التعافي.
هذه المضاعفات تستدعي الاهتمام الطبي المستمر والمتابعة الدورية لضمان العلاج والرعاية المناسبة.
عوامل الخطر
شلل الأطفال هو مرض يصيب بشكل رئيسي الأطفال، ومع ذلك، فإن أي شخص لم يتم تطعيمه ضد شلل الأطفال يمكن أن يتعرض لخطر الإصابة بهذا المرض.
وقت زيارة الطبيب
تتشابه مؤشرات مرض شلل الأطفال وأعراضه مع أمراض فيروسية أخرى التي تؤثر على الجهاز العصبي ، وبالتالي، يُعتبر تشخيص شلل الأطفال بدقة وفورًا أمرًا هامًا.
إذا كنت قد تعرضت لشلل الأطفال في السابق، فيجب عليك مراجعة طبيبك ،
إذا ظهرت عليك مؤشرات جديدة للمرض أو تفاقمت الأعراض ، ينبغي أن يقوم الطبيب المختص بتقييم حالتك ،
وإجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص وتوفير العناية والعلاج المناسبين.
أفضل طرق لعلاج التهاب الشعب الهوائية
التشخيص
خلال ملاحظة أعراض مثل تيبّس الرقبة والظهر وردود الفعل المنعكسة غير الطبيعية وضعف العضلات.
للتأكد من التشخيص، يمكن إجراء فحص في المختبر لعينة البراز للكشف عن فيروس شلل الأطفال.
يجب ملاحظة أنه لا يمكن الكشف عن الفيروس في عينة الحلق خلال الأسبوع الأول من المرض فقط، وبالتالي ليست عينة الحلق مصدرًا موثوقًا للاختبار.
الوقاية من شلل الأطفال
لقاح شلل الأطفال هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من المرض ، يوصي مركز مكافحة الأمراض بتلقي أربع جرعات من لقاح شلل الأطفال غير النشط (IPV) في مراحل محددة من العمر.
تتضمن هذه المراحل:
عند عمر شهرين
عند عمر 4 أشهر
ما بين 6 و18 شهرًا
ما بين 4 و6 سنوات عند دخول الطفل للمدرسة
إذا لم يتم تطعيم طفلك بإحدى الجرعات، يجب التشاور مع طبيبك لتحديد موعد لإعادة تلقي اللقاح.
يجب الالتزام بجدول التطعيمات الموصي به لضمان حماية فعالة ضد شلل الأطفال والمساهمة في الوقاية من انتشار المرض.
العلاج
لا يوجد علاج مباشر لشلل الأطفال، ومع ذلك يتم التركيز على توفير الراحة وتعزيز الشفاء والوقاية من المضاعفات.
يعتمد العلاج الداعم الذي يتم تقديمه على شدة المرض، وقد يشمل ما يلي:
الراحة في السرير:
يتطلب الإصابة الشديدة راحة تامة في السرير للمساعدة في استعادة القوة وتقليل الضغط على الأطراف المصابة.
مسكنات الألم:
يمكن استخدام مسكنات الألم لتخفيف الآلام المصاحبة لشلل الأطفال.
الكمادات الرطبة والساخنة:
يمكن استخدام الكمادات الرطبة والساخنة للتحكم في آلام العضلات وتشنجاتها.
أجهزة التنفس المحمولة:
في الحالات الشديدة التي تؤثر على القدرة على التنفس، يمكن استخدام أجهزة التنفس المحمولة للمساعدة في التنفس.
العلاج الطبيعي:
يتضمن العلاج الطبيعي تمارين وتقنيات لتقوية العضلات، ومنع تشوه العظام وفقدان الوظائف العضلية.
الأجهزة الداعمة:
يمكن استخدام الجبائر والأدوات الأخرى للحفاظ على وضعية صحيحة للعمود الفقري والأطراف ومنع تشوهها.
نصائح للوقاية من شلل الاطفال
للوقاية من شلل الأطفال، هناك بعض النصائح المهمة منها :
التطعيم:
يجب أن يتلقى جميع الأطفال التطعيمات الموصي بها ضد شلل الأطفال وفقاً لجدول التطعيمات المحدد ، يعتبر التطعيم الأكثر فاعلية في الوقاية من المرض.
النظافة الشخصية:
يجب تشجيع الأطفال والبالغين على غسل الأيدي بانتظام باستخدام الماء والصابون،
وخاصة قبل الأكل وبعد استخدام الحمام، وذلك للحد من انتقال الفيروس.
تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين:
يجب تجنب التلامس المباشر مع الأشخاص المصابين بشلل الأطفال، وعدم مشاركة الأواني والأدوات الشخصية معهم.
الحفاظ على النظافة العامة:
يجب الاهتمام بالنظافة العامة للبيئة المحيطة، مثل تنظيف الأسطح الملموسة بشكل منتظم وتعقيم الأدوات المستخدمة في الرعاية الصحية.
الامتناع عن التواجد في المناطق الموبوءة:
في حالة وجود تفشي لشلل الأطفال في منطقة معينة، يجب تجنب التواجد في تلك المناطق واتباع التعليمات الصادرة عن السلطات الصحية المحلية.
التوعية والمشاركة:
يجب توعية المجتمع بأهمية التطعيم والوقاية من شلل الأطفال،
وتشجيع المشاركة في حملات التطعيم المجتمعية والبرامج الصحية ذات الصلة.
الخاتمة :
وبهذا قد نكون وصلنا الى نهاية المقال، فإذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصدقائك.
المراجع :
