يعد عمرو بن العاص واحدًا من أبرز الشخصيات التي عرفتها التاريخ الإسلامي، والتي كان لها دورًا كبيرًا في نشر الإسلام
وتوسيع دائرته في العالم العربي والإسلامي، ويلقب بالداهية نظرًا لذكائه الفذ وحنكته الاستراتيجية،
وهو يعتبر أحد الأصدقاء المقربين للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأحد أبرز الصحابة الذين ساهموا في فتح مصر
والتحكم فيها بعد عدة محاولات فاشلة.
في هذا المقال، سنسلط نحن فريق شبكة مقالة الضوء على حياة عمرو بن العاص
وإنجازاته المهمة، وكيف أن ذكائه وحنكته الاستراتيجية ساهمت في نجاحاته الكبيرة وتحقيق أهدافه في خدمة الإسلام والمسلمين.
عمرو بن العاص.
عمرو القرشي السهمي، أبوه العاص بن وائل السهمي زعيم من زعماء قريش في الجاهلية، وقاد بني سهم في حرب الفجار، وكان عمر عمرو عشر سنين، أما أمه فكانت من سبايا العرب، يُكنّى بأبي عبد الله، وقيل كُنيته أبو محمد.
وكان يتمتع بموهبة الشجاعة والذكاء، وقد شارك في العديد من الحروب الإسلامية والفتوحات، وكان له دور كبير في فتح مصر والتحكم فيها، وكان يشتهر بحنكته الاستراتيجية والتخطيط الذكي، ولذلك لقب بالداهية.
قال ابن حجر في الإصابة عن يحيى بن بكير عن الليث: توفي وهو بن تسعين سنة. قلت قد عاش بعد عمر عشرين سنة. وقال العجلي: عاش تسعا وتسعين سنة، وكان عمر عُمَر ثلاثا وستين. وقد ذكروا أنه كان يقول: أذكر ليلة ولد عمر بن الخطاب أخرجه البيهقي بسند منقطع فكأن عمره لما ولد عمر سبع سنين.
عمرو بن العاص/ داهية العرب
اسلام عمرو بن العاص .
كان عمرو من سادة قريش في الجاهلية، فأبوه هو العاص بن وائل السهمي، وكان يحترف التجارة، فقد كان يسافر بتجارته إلى الشام واليمن ومصر والحبشة، كما كان من فرسان قريش.
أرسلته قريش إلى أصحمة النجاشي ملك الحبشة ليرد عليهم من هاجر من المسلمين إلى بلاده.
حضرغزوة بدرمع قريش ضد المسلمين، ثم حضرغزوة أحد، ثم غزوة الخندق.
ولمّا عادت قريش إلى مكة بعد صلح الحديبية، ذهب إلى الحبشة عند أصحمة النجاشي، فوجده اعتنق الإسلام، فاعتنق الإسلام هناك على يد النجاشي في السنة الثامنة للهجرة، ثم أخذ سفينة متجهًا إلى المدينة المنورة، فالتقى في الطريق بخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، فدخل ثلاثتهم المدينة المنورة في صفر عام 8 هـ معلنين إسلامهم.
دور عمرو بن العاص في الفتوحات الإسلامية.
هو من الصحابة الذين ساهموا بشكل كبير في نشر الإسلام وتوسيع دائرته في العالم العربي
والإسلامي، ولعب دورًا حاسمًا في العديد من الفتوحات الإسلامية.
ومن أبرز دوراته في الفتوحات:
فتح مصر:
كان قائدًا للجيش الإسلامي الذي فتح مصر في العام 640 م، وكانت هذه الحملة من أهم الفتوحات الإسلامية وأثرت بشكل كبير في توسع الدولة الإسلامية.
وفيما يلي التفاصيل الخاصة بفتح عمرو بن العاص لمصر:-
التخطيط والتحضير:
قبل الحملة العسكرية على مصر، قام بالتخطيط والتحضير بشكل جيد، وقام بإرسال عملاء لجمع المعلومات عن البلاد ونشر الدعوة للإسلام فيها.
الوصول إلى أرض مصر:
وصل الجيش الإسلامي إلى أرض مصر في يونيو 640 م، وواجهوا صعوبات في البداية في مواجهة الجيش الروماني الذي كان يحتل مصر.
معركة الهرم:
خاض الجيش الإسلامي معركة الهرم مع الجيش الروماني في يوليو 640 م، وتمكنوا من الانتصار في هذه المعركة الدامية.
الاستيلاء على القاهرة:
بعد معركة الهرم، تمكن الجيش الإسلامي بقيادته من الاستيلاء على القاهرة بسهولة،
وتمكنوا من السيطرة على البلاد بشكل كامل خلال فترة وجيزة.
الإدارة والتنظيم:
قام بتنظيم إدارة البلاد وإرسال المحافظين والمسؤولين الإسلاميين إلى المدن
والمناطق المختلفة في مصر، وكان له دور في نشر الإسلام في البلاد وتحقيق الاستقرار.
بفضل دوره الحاسم في فتح مصر، تمكن الجيش الإسلامي من السيطرة على بلد غني بالثروات والموارد،
وتوسيع دائرة الإسلام في العالم العربي والإسلامي، ويعد عمرو بن العاص من أبرز الصحابة الذين ساهموا في فتح مصر وإدارتها بشكل ناجح وفعال.
فتح الشام:
شارك عمرو بن العاص في فتح الشام بقيادة خالد بن الوليد، وكان له دورًا حاسمًا في
النصر المؤزر في معركة اليرموك التي وقعت في عام 634م، ويمكن التعرف على دوره في الفتح كما يلي:
الاستشارة في التخطيط:
هو من الصحابة الذين استشارهم خالد بن الوليد في التخطيط لفتح الشام،
وقد أبدى عمرو بن العاص اهتمامًا خاصًا بهذه الحملة العسكرية.
القيادة في معركة اليرموك:
شارك عمرو بن العاص في معركة اليرموك التي وقعت في عام 634م،
وكان قائدًا للفرقة اليمنية في الجيش الإسلامي، وقد اشتهر بشجاعته وحنكته العسكرية خلال هذه المعركة.
الدعم اللوجستي:
كان يقوم بتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإسلامي، وكان ينظم ويشرف على إمداد الجيش بالمواد الغذائية والمعدات العسكرية.
عمرو بن العاص/ داهية العرب
العلاقات الدبلوماسية:
كان له دور في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع القبائل العربية في المنطقة،
وكان يعمل على الجمع بينهم وإقناعهم بالانضمام إلى الجيش الإسلامي.
بفضل دوره الحاسم في معركة اليرموك، تمكن الجيش الإسلامي من تحقيق النصر المؤزر والسيطرة على الشام،
وكان لعمرو بن العاص دور حاسم في هذا النصر،ويعد عمرو بن العاص من أبرز الصحابة
الذين شاركوا في فتح الشام وتوسيع دائرة الإسلام في العالم العربي والإسلامي.
فتح العراق:
كان من المشاركين في فتح العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص، وكان له دور مهم في النصر في معركة النهروان.
وأيضاً في فتح العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص، وكان له دورًا مهمًا في النصر في معركة النهروان التي وقعت في عام 634م، ويمكن التعرف على دوره في الفتح كما يلي:
التخطيط والتحضير:
قبل الحملة العسكرية على العراق، قام بالتخطيط والتحضير بشكل جيد،
وقام بإرسال عملاء لجمع المعلومات عن البلاد ونشر الدعوة للإسلام فيها.
القيادة في معركة النهروان:
وقد شارك في معركة النهروان التي وقعت في عام 634م،
وكان قائدًا للفرقة اليمنية في الجيش الإسلامي، وقد اشتهر بشجاعته وحنكته العسكرية خلال هذه المعركة.
الدعم اللوجستي:
هو من كان يقوم بتوفير الدعم اللوجستي للجيش الإسلامي، وكان ينظم
ويشرف على إمداد الجيش بالمواد الغذائية والمعدات العسكرية.
العلاقات الدبلوماسية:
كان له دور في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع القبائل العربية في المنطقة،
وكان يعمل على الجمع بينهم وإقناعهم بالانضمام إلى الجيش الإسلامي.
بفضل دوره الحاسم في معركة النهروان، تمكن الجيش الإسلامي من تحقيق النصر المؤزر
والسيطرة على العراق، وكان لعمرو بن العاص دور حاسم في هذا النصر
فتح اليمن:
شارك في فتح اليمن بقيادة معاذ بن جبل، وكان له دور في النصر المؤزر في معركة حجرة.
بالإضافة إلى ذلك، كان لعمرو بن العاص دور في تنظيم شؤون الإسلام وإدارتها،
وكان يعتبر من الأعضاء النشطاء في المشورة النبوية والسياسة الإسلامية.
وبفضل حنكته الاستراتيجية والتخطيط الذكي، ساهم في تحقيق العديد من الانتصارات الإسلامية وتوسيع دائرة الإسلام في العالم العربي والإسلامي.
دهاء عمرو بن العاص.
براعته في معركة ذات السلاسل
بعد اعتناق عمرو بن العاص رضي الله عنه الإسلام ، كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم
بمهمة قيادة سرب إلى قضاعة بسبب محاولاتهم القضاء على المدينة ، فكان – رضي الله عنه –
على أهبة الاستعداد ، وسار في سرب اسمه “دات”. وتمكن عمرو من تحقيق النصر في هذه المهمة
وإدارة شؤون المقاتلين بمهارة وذكاء ، وهذا يظهر في عدة مواقف منها:
كان الجو في ذلك الوقت باردًا ، وكان بعض المسلمين يريدون ذلك. أشعلوا النار
لكنه منعهم من ذلك. وكان عمرو – رضي الله عنه – يأمر الجيش بالسير ليلاً والاختباء نهاراً.
وعندما ظهرت بوادر النصر بعد مواجهة الأعداء أراد الجيش الإسلامي ملاحقة الهاربين لكن عمرو منعهم من ذلك،
وأجرى عمرو تيممًا بدلًا من الاغتسال من النجاسة وصلى بالناس ، وكان النصر بفضل الله حليفًا للجيش الإسلامي.
عن الرسول إلا أنه أعجب بمكره وحنكته وأثنى عليه ، حيث قال: منع عمرو المسلمين من إشعال النار
خوفًا من أن يتحول العدو إلى قلة المسلمين معه فيكمينهم لمحاربتهم. عمرو – رضي الله عنه –
منع المسلمين من ملاحقة العدو لأن الهاربين قد نصب لهم فخاً بعد مطاردتهم. فبدل التيمم على الاغتسال خوفا
من الهلاك من برد الماء الشديد ، بناء على قول الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم ، فإن الله يرحمكم).
مقاله عن الشاعره تماضر بنت عمرو
دهاءه مع الرومان.
رويت قصة أخرى عن مكره رضي الله عنه خلال حربه مع الرومان في مصر ،
عندما دعاه قائد “حصن بابليون” الروماني للتحدث معه والتفاوض معه ، بينما أصدر أمرًا ليرمي
رجاله عليه حجرًا عند خروجه من الحصن ، وأعدوا كل شيء حتى يكون قتل ضيفه أمرًا لا مفر منه.
دخل عمرو إلى القائد الروماني ، وتم اللقاء بينهما. عندما خرج عمرو في طريقه لمغادرة القلعة ،
لمح من فوق الجدران حركة مشبوهة أيقظت إحساسه بالحذر ، وسرعان ما تصرف بشكل مفاجئ ،
حيث عاد إلى داخل الحصن بخطوات بطيئة ومطمئنة وملامح مرحة واثقة ، كأن شيئا لم يخيفه ولا شيء قد أثار شكوكه.
دخل القائد الروماني فقال له: تذكرت أمرًا ، وأردت إخبارك به ، ومعي حيث يسكن رفاقي مجموعة
من أصحاب الرسول الذين سبقوا الإسلام ، ورأيت ذلك أود إحضارهم إليك حتى يسمعوا منك مثل ما سمعته ،
وسيكونون في الأمر كما أنا من حيث الأدلة “.
وهنا ظن القائد الروماني أنه قد منحه سذاجة وغباء فرصة العمر ،
لذلك كان مصمماً على موافقته والاتفاق معه في رأيه ، حتى لو عاد معه هؤلاء نخبة من قادة المسلمين
وخير رجالهم وقادتهم ، وإنهائهم جميعاً بدلاً من قتله وحده ، فأمره بإيماءة خفية بتأجيل
الخطة التي كانت تهدف لاغتيال عمرو ، وتوديعه. بدفء أكثر من ذي قبل ، ابتسم العربي الداهية
وهو يغادر القلعة سالماً مطمئناً ، وفي الصباح عاد عمرو إلى الحصن على ظهر جواده على رأس جيشه ، ثم غزا مصر.
الخاتمة:-
الى هنا نكون وصلنا الى نهاية المقال ،فاذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع اصدقائك.
المصادر:-
http://دهاء عمرو بن العاص .. “الذي آمن وأسلم الناس” اقرأ المزيد في إسلام أون لاين
