من هم المتحابون فى الله وما فضل الحب فى الله نتعرف على ذلك من هذا المقال
الحب عاطفة إنسانية راقية، وإن كانت مخلوقات الله جميعها تكاد تستشعر بها حسب الفطرة التي جُبلت عليها، بيد أن الحب البشري يحتاج لمجلدات لكي تفسّر عجائبه، وتفكّ طلاسمه، وكم تحدّث عن هذه العاطفة بأنواعها المتعددة علماء النفس والفلاسفة والشعراء.
ومن خلال مسارات الحياة المتنوعة نلحظ أن الحب كعاطفة (وجدانية) إنما يعني الحب الغرامي والمشاعر الجياشة، أو (إنسانية) تشمل الأمومة وهي أسمى معاني العواطف لدى المخلوقات جميعاًَ، أو تعني الأخوة أو الصداقة وما سار في هذا المضمار.
وبلا شك فإن أكثر العواطف ديمومة وبقاء، إنما هي (الحب في الله)؛ لأنها هي التي تتسامى على مشاعر الأنانية وعشق الذات، وهي التي يحفظ فيها الإنسان غيبة أخيه ويذبّ عنه في ظهر الغيب، ويحب له ما يحب لنفسه، وأعظم مثل لها تآخي (المهاجرين والأنصار) رضوان الله تعالى عليهم جميعاً الذين تشاركوا حتى في لقمة الطعام، بل تنازل الأنصار للمهاجرين عن بعض زوجاتهم وكذا ممتلكاتهم التي قد لا يجدون غيرها.. إنه الحب في الله ما أعظمه! غيره لا يلذّ أي حبّ آخر بل قد يعود على صاحبه بالشقاء والندامة والمرض النفسي والجسدي، دنيوياً وآخروياً حيث {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ(67)} {سورة الزخرف.}
ومن دون ريب، فإن العاطفة الجياشة والمشاعر الملتهبة التي يخص بها شخص امرءاً بذاته، ويكاد المحب يحصر اهتمامه بل يقصر حياته على المحبوب، فلا يرى الدنيا إلا من خلاله، فذلك هو البلاء العظيم الذي نسأل الله لنا جميعاً المعافاة من عبوديته وذله، (فالعبودية لله وحده) وهو الكامل المستحق لها، فهو الذي يزيد المتقرب منه عزاً.