مدن فلسطين
المقدمة: –
بقيت فلسطين على مر العصور بلداً عامراً بازدهار شهدت عليه ووثّقته الآثار المنتشرة في مختلف أرجائها،
وتعمر فلسطين العديد من القرى والبلدات والمدن، ومن أشهرها: القدس، وتل الربيع، وصفد، وحيفا، وبيسان، وعكا، ونابلس،
وطولكرم، وقلقيلية، وقيسارية، ورام الله، والبيرة، واللد، والرملة، ويافا، وأريحا، وبيت لحم، والخليل، وعسقلان، وأسدود، وغزة، وخان يونس،
ورفح، وبير السبع، تُعتبر مدينة القدس مهد الديانات السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية،
ويرجع تاريخها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تُعدّ إحدى أقدم مدن العالم حيث تعاقب عليها حضارات العصر البرونزي،
والحديدي، والهلنستي، والروماني، والبيزنطي، والصليبي، والأموي، والعباسي، والفاطمي، والأيوبي، والمملوكي،
والعثماني مخلفّةً وراءها آثارها ومخطوطاتها الأثرية، ولُقبّت على مرّ هذه العصور بألقاب عديدة أهمّها مدينة يبوس، وإيليا،
وبيت المقدس، والقدس، وكانت القدس لمكانتها موضع أطماع الغزاة، فقد تناوب على غزوها
وحكمها في العهد القديم: العبرانيون، الفارسيون، السلقيون، الرومانيون، والصليبيون، أما في العهد الحديث فكان العثمانيون،
والبريطانيون، كلهم رحلوا وبقيت القدس صامدة في وجه الغزاة وسيأتي الدور ليرحل الصهاينة، وتبقى القدس مشرقة بوجهها العربي.
أولا: الخليل
سميت باسمها نسبة إلى أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، ويعتقد سكان المدينة أنها كانت تسمى في
السابق بقرية “أربع”، نسبة إلى ملك كنعاني اسمه أربع، ثم سميت بـ”حيرون” قبل أن يطلق عليها اسم “الخليل”، وقعت الخليل –
شأنها شأن المدن الفلسطينية في الضفة الغربية- تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، واستشهد الكثير من أبنائها في المعارك التي خاضوها
ضد قوات الاحتلال، وخلال الانتفاضات التي أطلقها الفلسطينيون سعيا لنيل حريتهم والحصول على دولتهم المستقلة.
مجزرة الحرم الابراهيمى:
ومن أبرز الأحداث التي تعرضت لها المدينة، ما يعرف بمجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت فجر 25 فبراير/شباط 1994،
حين هاجم المستوطن باروخ غولدشتاين وأطلق النار على المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الفجر في أحد أيام الجمعة من شهر رمضان،
مما تسبب في استشهاد 29 مصليا وإصابة 15 آخرين، قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه، وبعد انتهاء هذه المذبحة
قام جنود الاحتلال الموجودون في الحرم بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الهرب، كما منعوا القادمين من خارج الحرم
من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وخلال تشييع ضحايا المجزرة، قام الجنود الإسرائيليون بإطلاق رصاص على المشيعين
مما رفع عدد الضحايا إلى خمسين شهيدا.
ثانيا: رام الله
يعود تاريخ رام الله إلى العصور الوسطى حين أُعطِيَ الاسم لها، لكنّها كانت خربة تقع ضمن أراضي مدينة البيرة،
التي كانت تتمتّع بتاريخ عريق وذُكِرَت في العهد الروماني، واستمرّت الحال كما هي عليها أثناء الفتح العربي الإسلامي،
إلا أنَّ المدينة بدأت بالنموّ تدريجياً، وأثناء الحملات الصليبية كانت مدينة رام الله مستعمرةً زراعيّةً صغيرة وأطلقَ عليها الصليبيّون اسم Ramalie.
تأسيس رام الله:
يعود تاريخ تأسيس مدينة رام الله الحديثة حسب الروايات الشعبية إلى عشيرة الحدادين؛ حيث نشب خلاف بين قبائل الكرك،
تحديداً بين عميد عشيرة الحدادين الكركية المسيحيّة راشد الحدادين وشيخ قبيلة بني عمر التي كانت تُسيطر على الكرك
بسبب رفض العميد تزويج ابنته لابن القبيلة المُسلم، فترك العميد الكرك خِفية ولجأ إلى البيرة بدايةً، ثمَّ اشترى خربة رام الله
من أصحابها الغزاونة لِما كانت تحتويه من حطب وأحراش ضروريّة لمهنة الحدادة التي كان يُمارسها، وتعمّرَت القرية
بعد ذلك على يد عشيرة الحدادين التي يُنسَب إليها أغلبيّة سكان رام الله حالياً خضعت المدينة للحكم العُثماني منذ القرن السادس عشر
ثمَّ في بداية القرن العشرين ونتيجة الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية لجأَ العديد من الفلسطينيّين من المدن والقُرى المُجاوِرة
إلى مدينتي رام الله والبيرة.
ثالثا: يافا
تقع يافا على البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب من مصب نهر العوجا، على بُعد 7 كم، وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس
على بُعد 60كم. وكلمة يافا هي تحريف لكلمة (يافي) الكنعانية، وتعني جميلة، أطلق اليونانيون عليها اسم (جوبي)، وذكرها الفرنجة باسم (جافا)،
يمتد تاريخ يافا إلى (4000 ق.م) بناها الكنعانيون، وكانت مملكة بحد ذاتها، وغزاها الفراعنة، والآشوريون، والبابليون، والفرس، واليونان،
والرومان.
فتح يافا:
ثم فتحها القائد الإسلامي عمرو بن العاص عام 637 م او 16 هـ، وخضعت منذئذ لكل الممالك الإسلامية حتى الاحتلال البريطاني 1917،
في عام 1099م احتل الصليبيون يافا وارتكبوا مذبحة بشعة بحق أهلها وطرد الباقي منها واصبحت مدينة للفرنجة وبقيت كذلك
حتى حررها صلاح الدين 1191م. وفي عام 1204م عادت الى الفرنجة حتى حررها الظاهر بيبرس عام 1268م، و تعرضت المدينة
لغزو نابليون سنة 1799 الذي هدم اسوارها و ذبح أربعة الاف من رجالها. ثم نهضت المدينة مرة أخرى وخاصة في عهد
واليها محمد مير اغا المعروف بابي نبوت 1805-1819
وفترة الحكم المصري 1830-1840عهد إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا والي مصر و حسن الجابي 1910-1914.
رابعا: غزة
كان قطاع غزة تحت سلطة الانتداب البريطاني على فلسطين حتى عام 1948 تاريخ إعلان قيام إسرائيل،
ثم خضع لحكم عسكري مصري بين عامي 1948 و1956، قبل أن يحتله الجيش الإسرائيلي
لمدة خمسة أشهر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وفي مارس/آذار 1957 انسحب فعاد القطاع مجددا إلى الحكم المصري.
وفي حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي القطاع مرة أخرى مع شبه جزيرة سيناء،
وظل تحت الاحتلال حتى سبتمبر/أيلول 2005، تاريخ الانسحاب الإسرائيلي الذي شمل إخلاء المستوطنات التي كانت قائمة على أرض غزة.
الحكم الذاتي في غزة:
وكان القطاع قد أصبح مشمولا بالحكم الذاتي بموجب اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية
وإسرائيل عام 1993، وسيطرت حماس على القطاع يوم 14 يونيو/حزيران 2007 في إطار الصراع الداخلي الفلسطيني.
ومنذ العام 2008 شنت إسرائيل سلسلة من الحروب على قطاع غزة بذرائع مختلفة، وخلفت هذه الحروب
آلاف الشهداء والجرحى ودمارا واسعا، وفي كل مرة كانت الفصائل الفلسطينية ترد بضرب أهداف إسرائيلية متنوعة.
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 بدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها اسم “عملية الرصاص المصبوب”،
وردت عليها المقاومة الفلسطينية في القطاع بعملية سمتها “معركة الفرقان”.
وفي 2012 شنت إسرائيل حربا سمتها “عامود السحاب”، وردت عليها المقاومة الفلسطينية بمعركة “حجارة السجيل”،
وقد بدأت هذه الحرب في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 واستمرت 8 أيام.
غزة
- وفي 7 يوليو/تموز 2014 أطلقت إسرائيل عملية سمتها “الجرف الصامد”، وردت عليها المقاومة
بمعركة “العصف المأكول”، واستمرت المواجهة 51 يوما شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع. - وصباح يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 استيقظ أهالي غزة على دوي انفجار بصاروخ انطلق
من طائرة إسرائيلية مسيرة استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية
لحركة الجهاد الإسلامي في غزة بهاء أبو العطا في شقته السكنية بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده هو وزوجته. - واندلعت معركة “سيف القدس” -التي سمتها إسرائيل “حارس الأسوار”- بعد استيلاء مستوطنين
على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وكذلك بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى. - وفي يوم الجمعة 5 أغسطس/آب 2022 اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس الذراع
العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في “برج فلسطين” بحي الرمال.
خامساً:- بيت لحم
مدينة بيت لحم على مسافة 10 كم إلى الجنوب من البلدة القديمة في القدس، ويعود سبب تسميتها ببيت لحم إلى كثرة اللحوم فيها
نظراً لكثرة المراعي الخصبة والمواشي، وتُعدّ مدينة بيت لحم مدينةً كنعانيةً قديمةً سكنها الكنعانيون منذ زمن بعيد، وأطلقوا عليها
اسم بيت إيلي لاحما، حيث إيل تعني إله، ولاحما اسم يُطلق على إله الحصاد والخصوبة عند الكنعانيين،
ثمّ توالت عليها مجموعات قبائل مختلفة، اكتسبت مدينة بيت لحم قدسيةً دينيةً خاصّةً للمسيحين كونها مسقط رأس السيد المسيح،
كما تتميز بأهمية روحية وتاريخية بسبب مواقعها الدينية الفريدة؛ ككنيسة المهد، ونتيجةً لذلك أُضيفت كنيسة المهد
والمدينة القديمة عام 2012م إلى قائمة مواقع التراث العالمي.
سادساً:- نابلس
تقع نابلس شمالي الضفة الغربية على بُعد 69 كم شمال القدس و42 كم شرق البحر المتوسط،
وتقع في وادٍ ضيق بين جبلي عيبال وجرزيم، وتُعدّ قلب فلسطين كونها تربط شمالها بجنوبها وشرقها بغربها، كما
تتّمتع نابلس بموقعٍ جغرافي مهم نظراً لوقوعها على ملتقى طرق التجارة القديمة
كانت نابلس خلال الانتداب البريطاني ساحةً للاشتباكات المُسلّحة، ممّا تسبّب في المزيد من دمارها،
وبعد حرب عام 1948م استقبلت نابلس آلاف الفلسطينيين اللاجئين الذين نزحوا من المناطق التي استولت عليها إسرائيل،
وتُعتبر مدينة نابلس اليوم مركزاً تجاريّاً حيويّاً، فهي موطن لأكبر جامعة في فلسطين وهي جامعة النجاح الوطنية.
سابعاً:- خان يونس
يحدّ خان يونس دير البلح من الشمال، ورفح من الجنوب، والخط الأخضر لعام 1948م من الشرق،
والبحر الأبيض المتوسط من الغرب، وتُعدّ خان تونس مركزاً تجارياً مهماً، إذ أُنشئ فيها مجلس بلدي في عهد العثمانيين،
والذي يُعدّ ثاني أكبر مجلس في قطاع غزة
الخاتمة: –
الى هنا نكون وصلنا الى نهاية المقال، فاذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع اصدقائك.