نبذه عن الحياة في القبر خلق الله هذه الدنيا فانية ، كما خلق الإنسان ليعبده في الدنيا من أجل الحصول على الدرجات والحسنات في الآخرة وبعد الممات ، والعبرة أن الله كما يبدأ الخلق يعيده ، فقد خلق الإنسان من تراب وبعد إنقضاء أجله يعيده إلى التراب مرة أخرى ، ولكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه ، ما الذي يحدث بعد وضع الإنسان في القبر ؟
القبر هو أولى منازل الدنيا الآخرة ، وقيل أن الإنسان يبشر بمكانه في الجنة أو مكانه من النار قبل أن يصعد إلى السماء ليحاسبه الله سبحانه وتعالى ، وعلى الرغم من وحشة المنظر الخارجي للقبر إلا أن القبر لس سوى روضة من رياض الجنة بالنسبة للإنسان المؤمن ، ووإحدى حفر النار بالنسبة للإنسان الكافر . وقد قال الرسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” أن الإنسان في القبر لا يموت كما يتضح لنا ولكن تبدأ حياته الثانية ، كما قال أن الإنسان بعد أن يموت يعيش في البرزخ ، ويبقى هناك إلى أن يبعث يوم القيامة ، وقد قيل أن البرزخ هو منطقة ما بين الأرض والسماء ، حيث أن الإنسان هناك يعامل على نفس معاملته التي يعامل بها في الدار الآخرة ، وقيل أن الروح تخرج من الجسد لتصعد إلى البرزخ ويبقى الجسد في القبر ليمر بأولى مراحل الدنيا الآخرة ، حيث أن مراحل الإنسان في القبر هي كالآتي :
1. في اليوم الأول / يبدأ الجسد بالتعفّن و أول ما يتعفن في جسد الميت هو تعفن البطن والفرج ، وكأنّ الله يريد أن يقول للإنسان أن هذه الأشياء التي كنت تحاول دوماً في الدار الدنيا المحافظة عليها ، فهي لا تهم الآن في الآخرة .
2. في اليوم الثاني / تبدأ مرحلة تعفن باق يالأعضاء في الجسم والتي تتمثل في الرئتين والمعدة وغيرها .
3. في اليوم الثالث / تصدر هذه الأعضاء روائح كريهة ، ويتحلل باق يالجسد بأكمله .
4. بعد اسبوع / يبدأ الوجه بالانتفاخ في منطقة العينين ، والخدود والشفتين .
5. بعد أسبوعين / يبدأ الشعر بالتساقط .
6. بعد ستة أشهر / لا يتبقى من الجس الميت غير الهيكل العظمي .
7. بعد إثنا وعشرين سنة / يصبح الهيكل العظمي على قدر بذرة صغيرة الحجم فقط .
ولقد اختلف علماء الفقه والشريعة الإسلامية في حال الميّت في قبره ، فالبعض قد قال أنّ الميّت يسمع أصوات القادمين إليه ، ولكن نفى البعض الآخر هذا الإعتقاد ، وقد استند أصحاب كل رأي على أدلّة من الحديث والسّنة .
كما كان الرسول “صلى الله عليه وسلم” يأمر أصحابه بأن يقرؤا سورة الفاتحة عند المرور بجوار القبور فهذا دليل على أنّ من في القبور يشعرون بمن حولهم ، كما يجوز لأحد الأحياء أن يؤدّي مناسك الحج أو العمرة بدلاً من شخص مات ولم يحج .