يجب على كل المسلمين السيرعلى نهج وسنه الرسل والأنبياء والشخصيات الإسلامية الجيدة واتخاذ القرآن الكريم منهجا.
الدعوة الإسلامية
عندما بعث الله -تعالى- سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس للعبادة وتوحيده -عز وجل- بدأها سرًا لمدة ثلاثة أعوام فآمن معه القليل من الناس، وبعد أن جاء أمر الله -تعالى- بالجهر بالدعوة بدأ الكافرون يحاربون الدعوة، وفي البداية كانت المحاربة بسيطة إلا أنها زادت بعد ذلك شيئًا فشيئًا حتى ضاقت مكة المكرمة على المسلمين وأصبحوا يبحثون عن أرضٍ آمنة يهربون إليها، وعندما نزلت سورة الكهف وجد المسلمون الحل لمعاناتهم حيث هرب الفتية من الضغط والحاكم الكافر للكهف، فوجدوا الصحابة الحبشة بسبب وجود ملك عادل، وسيتم التعرف على قصة الهجرة إلى الحبشة في هذا المقال.
قصة الهجرة إلى الحبشة
بعد أن اشتد عذاب قريش للمسلمين المستضعفين في مكة أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، ولم يكن معهم لأنه كان محميًا من قريشٍ بعمه فلم يقربوه وتكالبوا على أصحابه، وكانت هذه هي الهجرة الأولى في الإسلام، فانطلق فوجٌ من المسلمين في السنة الخامسة للبعثة إلى الحبشة، وكان عددهم اثني عشر رجلًا وأربع نسوة، وفي مقدمتهم كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وزوجته رقية بنت رسول الله -رضي الله عنها-، فخرجوا تسللًا حتى لا تشعر بهم قريش فتمنعهم، واختاروا طريق البحر عن طريق جدة، وعند البحر وجدت سفينتين بحريتين فأبحروا فيها إلى الحبشة، وعندما علمت قريش خبرهم خرجت في أثرهم ولكنها وجدتهم قد أبحروا، وفي الحبشة وجدوا الحفاوة والإكرام من قِبل الملك النجاشي.
بعد أن مات أبو طالب عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- اشتد أذى المشركين للمسلمين ولم يتركوا طريقة إلا واتبعوها لردهم من دينهم، فأشار إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باللحاق بإخوانهم الذين استقروا في الحبشة ولكن في هذه المرة العدد كان أكبر، فذهب المسلمون إلى الحبشة وكانت هذه هي الهجرة الثانية فلحقت بهم قريش وأرسلت رجلين مع الكثير من الهدايا لاستعادة المسلمين، وجرى حوار بين المسلمين والنجاشي استطاع فيها جعفر بن أبي طالب إقناع النجاشي للدين الله وأمنهم النجاشي على دينه وعبادتهم وطرد مندوبي قريشٍ مع هداياهم.
الدروس المستفادة من الهجرة الأولى إلى الحبشة
لقد تمكن المسلمون من إيجاد مكان آمن وجديد لانطلاق الدعوة منه عند هجرتهم إلى الحبشة لأول مرة، ويمكن استخلاص مجموعة من الدروس المستفادة منها:
- الصبر على البلاء والشدة في سبيل الله والثبات على الدين وإقامة شرع الله.
- شفقة النبي على أصحابه عند تعرضهم الأذى على يد المشركين على الرغم من حماية عمه له.
