أصل عادة “دق الخشب”
لماذ نقول “امسك الخشب”
أصل العادات والتقاليد المتبعه
هناك بعض العادات والتقاليد المتبعه وبعض الأقاويل التى نرددها دون أن نعرف أساسها أو أصلها ولماذا قيلت سابقا.
أن الدق على الخشب خوفا من الحسد هو ردة فعل نقوم بها بشكل تلقائي في الأغلب الأحيان,
بالرغم من علمنا أنها أمر غير منطقي, و غير مرتبط بشيء من الواقع, سوى بعاداتنا و ذاكرتنا الشعبية,
التي تجعلنا نقوم بذلك دون تفكير, و لكن لماذا ندق على الخشب؟ ومن أين أتى هذا التقليد؟
لا بد أن ننوه في البداية أن هذا التقليد منتشر في مختلف أنحاء العالم,
و ليس في الوطن العربي فقط, فهو موروث شعبي عالمي, فتجده واسع الانتشار هنا وهناك.
أصل النقر على الخشب هو النقر على الأشجار باعتبارها بيوت للجنيات, حسب الحضارات القديمة,
و هي عادة وثنية قديمة, تؤمن بقدرة الجنيات على المساعدة في تنفيذ أمر أو تعطيله,
لذلك فإن النقر على الخشب متعدد الأسباب, فإما أن يكون هدفك من نقر الخشب هو إخافة الجنيات,
وهو ما كان يفعله القدمى في وقت الحديث عن أمر ينون القيام به, و يخشون من الجنيات
أن تتدخل في أيقافها وعرقلتها, أو خوفا من قيام الجنيات بحرمانهم من ما هم فرحين به و يملكونه,
و هي عادة ما تكون طرقات قوية, و يرى البعض الأخر أن القيام بعدد كبير و متلاحق من الطرقات
قد يكون مفيدا أيضا في طرد الجنيات من المكان, أو إيجاد مصدر إزعاج حتى لا تتمكن من سماع
ما نحن فرحين به, أو نفكر بالقيام به فتقوم بتخريبه أو منعه.
أما البعض الأخر الذي يرى أن أسلوب الإزعاج أو التخويف غير ذا نفع عندما يتعلق الأمر بالجنيات,
و أفكارهم في هذا الموضوع مسالمة نوعا ما, فيقومون بنقر الخشب مرتين متتاليتين بكل أدب,
الأولى تطلب من الجنيات تسهيل قيامهم في أمر ما, أو حفاظهم على ما لديهم,
و الثانية بمثابة الشكر المسبق على ذلك.
في بعض الثقافات الأخرى, فدق الخشب عادة تستخدم ليس لجلب الحظ أو المساعدة
و الخوف من الحسد, بل هي طلب للحماية من الحظ السيء, مما يجعلهم يدقون الخشب
في حال حدوث أمر سيء مثل وقوع أحدهم, أو إضاعة المال, و كذلك في حال المرض,
فالبعض كان يرى أن المرض هو ما يحدث بسبب الأرواح الشريرة, فكانوا يطرقون الخشب بشكل عنيف
كجزء من وصفة الدواء التي تقدم للمريض من أجل طرد هذه الأرواح.
و الجدير بالذكر هنا, أن عادة دق الخشب ليست وحيدة في موروثنا الشعب,
بل هناك عدد كبير من هذه الخرافات مثل رش الملح, أو الأرز في بعض الثقافات الأخرى,
و بالرغم من أننا في عصر الأبحاث و الحقائق العلمية, إلا أننا نجد أنفسنا نميل إلى مثل هذه التقاليد الغريبة
التي ندرك تماما أنها خرافات, فقد تكون هذه الخرافات مسجلة على ذاكرتنا الجينية,
مما يجعل أمر اندثارها صعبا إلى حد ما.