احساس البرودة خلال فصل الشتاء يفرض على الجسم استعمال مخزون السعرات الحرارية الموجود بداخله وذلك لي نشعر بالدفئ المطلوب.
هذه العملية الكيميائية المعقدة تجعلنا نشعر بالجوع فنلجأ الى اقصر الطرق وهي الاكل والشرب بلا حساب لتوهمنا ان المأكولات الدهنية والسكريات والحلويات تشعرنا بالدفئ وتؤمن لنا الحرارة المطلوبة. وهنا نقع في المحظور ونبدأ بلعبة “القط والفأر” مع اجسامنا عبر التهام كل ما تحتويه ثلاجتنا وكل ما نخزنه في البراد في الشتاء. ففصل الشتاء وخصوصا الايام الغزيرة الامطار والثلوج وكثيرة البرودة تدفع الانسان تلقائيا الى الانزواء او الاختباء في المنازل والتجمع حول وسائل الدفئ الكهربائية او التي تعمل على الغاز والمازوت. وملازمة المنزل بطبيعة الحال تدفعنا الى التزود بحاجاتنا اليومية اسبوعيا او كل ثلاثة او اربعة ايام فنلجأ الى تخزين الخضار والفواكه المثلجة والاجبان والالبان والحلويات وكذلك اللحوم وخصوصا المصنعة منها كالمارتديلا والنقانق والسجق والناغتس على انواعها.
المكوث طويلا في المنزل والحرارة المنخفضة تحفز المرء على الخمول والكسل ويزيد الشعور بالملل والرغبة في النوم وكذلك الاكل. وبما ان البراد مليئ بكل مغريات الطعام الدسم الذي نعتقد انه يؤمن لنا الدفئ فنلجأ الى سباق مع الوقت لاكل الكمية الممكنة وهنا تحدث الكارثة لان الجسم مغطى بالصوف والثياب السميكة ولا نشعر بانفسنا الا في الربيع والصيف لنكتشف عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة وهنا يبدأ الاحباط الحقيقي.
لذلك ينصح الاطباء واخصائيو التغذية بالانتباه الى ما نأكله خلال الشتاء واللجوء الى الالياف التي تؤمنها البقوليات والخضار وكذلك الاكثار من السوائل الساخنة والشوربة والفواكه قليلة السكر كالتفاح.