عقيدة ومنهج

النميمة كما شرحها القرآن الكريم

مفهوم النميمة في الإسلام

 معنى النميمة ومظاهرها

النميمة مفسدة للأخلاق

النميمة تعتبر مفسدة من مفسدات الأخلاق كما وضح القرآن الكريم عن النميمة وعن مظاهرها وهذا ما نستعرضه بمقالنا.

الأخلاق

الأخلاق من أنبل ما يوصف به الإنسان وأسماه؛ فهي صورة الإنسان الباطنية وسجيّته وطبيعته التي تظهر في جميع المواقف بالوتيرة نفسها، وقد عرّف علماء المسلمين الأخلاق بأنها مجموعة المبادئ والقِيم والأعراف المتفق عليها التي تُنظِّم سلوك الفرد في تعامله مع الآخرين على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية حفاظًا على أواصر الترابط المجتمعي، لذا حثّ الإسلام على الإلتزام بأخلاقٍ ومجافاة أخرى والابتعاد عنها كونها تدمر الترابط الاجتماعي كالغيبة والتهامز والتلامز بالألقاب والسخرية والنميمة والسّب والشتم وغيرها، وهذا المقال يسلط الضوء على مفهوم النميمة في الإسلام.

مفهوم النميمة في الإسلام

النميمة من آفات اللسان التي تورِّث البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع، وهي كلمةٌ مأخوذةٌ من الفعل نَمَّ وتعني في اللغة تزيين الكلام وتبديله بالكذب عند إخبار الآخرين به، أمّا في الاصطلاح الشرعي فهي نقل الكلام من شخصٍ إلى شخصٍ آخر أو مجموعةٍ بغرض الإفساد وتغوير الصدور والنفوس وإثارة الفتنة والكراهية بين الناس سواءً كان الكلام المنقول للطرف الآخر صدقًا أم كذبًا إذ إن العبرة بالخواتيم وهي الإفساد بين الطرفيْن كالزوجيْن أو الأقارب أو الزملاء أو الجيران لذا قال الغزالي -رحمه الله- عن النمِّ أنه هتك السِّر وكشفه بنقله إلى الطرف الآخر سواءً كان فعلًا أم قولًا فالأصل ألا يُنقل له حفاظًا على مشاعره وخصوصيته وإبقاءً على الودِّ بين المسلمين فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أُنبِّئُكم ما العِضَةُ؟ هي النَّميمةُ؛ القالَةُ بين الناسِ”. 1) 2)

ويُطلق على ناقل الكلام باللفظ أو الإشارة أو الإيماءة أو التلميح بين الناس اسم النَّمام الذي يتقيه الناس لشرِّه إذ يعمد إلى نقل كل كلمةٍ يسمعها حرفيًّا وغالبًا مع تزيينها بالكذب والتلفيق وحلف الأيمان كي تكون شديدة الوقع على المنقول إليه فتزداد المشاكل والضغائن والأحقاد بين الناس ممّا يترتب عليها تقطيع أواصر الرحم والقرابة والجوار والصداقة والأخوة والعِشرة بين أفراد المجتمع؛ لذا غُلِّظت عقوبة النمام في الآخرة بحرمانه من دخول الجنة فعنحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ:”لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ”. 3) حين بلغه أنّ رجلًا ينمُّ الحديث. 4)

النميمة في القرآن الكريم

جاء القرآن الكريم على ذكر النميمة كواحدةٍ من الصفات المذمومة التي يجب امتثال أوامر الله تعالى بالابتعاد عنها إرضاءً لله تعالى وتجنُّبًا للإفساد بين المسلمين وتقويض أواصر الترابط والمحبة بين الناس بحيث ذُكرت صفة النَّم في القرآن الكريم ثلاث مراتٍ واحدةٌ منها صريحةً قال تعالى:”هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ”5)، ومرتيْن بالمعنى دون التصريح بالصفة وهما: قال تعالى: “وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛسَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ”6) وقال تعالى:”لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”7)؛ فسماعون في كلا الآيتيْن تدل على صفة الاستماع لناقل الكلام -الشخص النمّام- وغرضه إثارة الفتنة والفساد بين الناس وتحريف الكلام الحق إلى الكلام الباطل وتثبيط العزائم وإثارة روح التقاعس والهون بين المسلمين. 8)

السابق
أهم شعراء الأردن
التالي
أسباب طاعة الوالدين في الإسلام

اترك تعليقاً