المقدمة: –
صلاة الاستخارة في أصلها دعاء، والدعاء له شروط حتى تتحقق إجابته، فليس كل داع يستجاب له،
إنما يستجيب الله دعاء من يلتزم أمره، وينتهي عند نهيه، ويكون قلبه موصولا به،
ويكون أهلا لأن يشير الله عليه، فالاستخارة استشارة، وقد تكون إجابة الدعاء في صورة صرف ضرر أكبر لا يعلمه العبد بدلا من إجابة مطلوب العبد نفسه،
ولا تنسي أن الشر يكمن في الخير، وأن الخير يكمن في الشر، وأنه عسى أن نكره شيئا وهو خير لنا،
يلجأ المسلم إلى استخارة الله -تعالى- حين يحتار في الاختيار بين أمرَين لا يصل بينهما إلى قرار،
فيُصلّي ما يُعرَف شرعاً بصلاة الاستخارة وعسى أن نحب ما فيه ضررنا، والله يعلم ،
ونحن لا نعلم شيئا، ولم يثبت في السنة حث على تكريرها، وليس مطلوبا نوم بعدها،
وليس بالضرورة أن يجد رؤيا أصلا، ؛ وخلال هذا المقال سنوضح نحن فريق شبكة مقالة ما هي صلاة الاستخارة.
أولا: صلاة الاستخارة
فقد كان أهلُ الجاهلية إذا همُّوا بأمر – من عرْس أو سفَر أو تِجارة أو غير ذلك – يَستقسِمون بالأزلام،
وذلك بإجالةِ ثلاثة أقداح، مكتوب على واحِد: “افعل”، وعلى الثاني: “لا تفعل”، والثالث: مِن غير كتابة،
فإنْ خرَج له افعل، مضَى بما همَّ به، وإنْ خَرَج له لا تفعلْ، ترَك، وإنْ خرَج له القَدح الذي ليس فيه كتابة،
أعاد الاستقسامَ مرَّة ثانية، فعوَّض الله هذه الأمةَ بالاستخارة الشرعيَّة، وهي استقسامٌ بالله،
فيطلب المستخيرُ مِن الله أن يقسم له ما فيه الخيرُ في دِينه ودنياه، فيتوكَّل المسلمُ على ربِّه،
سائله أن يهديَه وييسِّر له ما هَمَّ به، إنْ كان الخيرُ فيه، أو يصرفه عنه وييسِّر له الخير،
والاستخارة تكون في الأمورِ المباحَة من سفَر، وبيْع وشراء، وغير ذلك، وفي تعيين أمرٍ مشروع، فيستخير الله.
وقت صلاة الاستخارة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية،
إن صلاة الاستخارة تصلى في أي وقت بعيدًا عن أوقات النهي بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب،
وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس، وقبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبًا، وهو وقت زوال الشّمس،
لكن إن اضطر الإنسان أن يصليها في هذه الأوقات فلا بأس في ذلك،
وأوضح المركز في إجابته عن سؤال: «ما كيفية صلاة الاستخارة ووقتها؟»،
أن الإنسان حينما يتردد بين أمرين من الأمور المباحة فيلجأ إلى الله تعالى
ويصلي ركعتين من غير الفريضة ثم يقول دعاء الاستخارة قبل التسليم أو بعده.
أفضل أوقات صلاة الاستخارة
ومن ضمن الأسئلة الشائعة المرتبطة بجانب كيفية صلاة الاستخارة،
هو الأوقات التي يستحب فيها صلاة الاستخارة، ويعد الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الفجر،
لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».
ثانيا: كيفية صلاة الاستخارة
هناك عدد من الخطوات الضرورية واللازمة لصلاة الاستخارة،
ويأتي في المقدمة استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء،
ونية الاستخارة واليقين بالله سبحانه وتعالى، ويفضل قول دعاء الاستخارة بعد صلاة ركعتين،
ويتم أداء صلاة الاستخارة ركعتين، ومن السنة أنّ تقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى سورة الكافرون،
أما في الركعة الثانية يتم الاستعانة بسورة الإخلاص بعد الفاتحة، وبعد الانتهاء من الصلاة تمامًا،
رفع الأيدي بالدعاء مستحضرًا عظمة الله، وتحمد الله وتثنى عليه
وتصلى على النبى صلى الله عليه وسلم والأفضل أن تكون الصلاة على النبى بالصيغة الإبراهيمية «التى تقال فى النصف الثانى من التشهد».
خطوات صلاة الاستخارة
الوضوء كوضوء الصلاة، والنية لـ صلاة الاستخارة، فلا يقبل العمل بغير نية،
وصلاة ركعتين، ويُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون،
ويُقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص، والتسليم في نهاية الصلاة،
الدعاء بحيث يبدأ المستخير بالثناء على الله -سبحانه- وحمده،
ويصلّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل صيغ الصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيمية
التي تُقال بتشهّد الصلاة، قراءة دعاء الاستخارة الوارد في الحديث السابق ذكره،
فإذا وصل لقول «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ» يسمّي حاجته، كأن يقول:
اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلانة بنت فلان، أو سفري إلى هذا البلد، أو غير ذلك،
ثم يكمل دعاءه ويقول “خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”،
فإذا وصل إلى الشق الثاني من الدعاء فقال: “وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ”،
يفعل نفس الشيء ويسمّي حاجته ثم يكمل قوله: “شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”، إلى آخر دعاء الاستخارة.
ثالثاً: دعاء الاستخارة
دعاء الاستخارة هو «اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم،
فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ،
اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ – ويُسمِّي حَاجَتَه – خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري –
أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ،
وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري – أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ –
فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ».
مشروعيّة صلاة الاستخارة وأهمّيتها
يلجأ المسلمون إلى صلاة الاستخارة؛ اقتداءً بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلم-؛
ففي حديث جابر بن عبدالله، أنّه قال: ( كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ
في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ) والمسلم بأداء صلاة الاستخارة إنّما يتوكّل على الله،
ويفوّض أمره إليه، ويرضى بقضائه، وهي تعويض من الله للمسلمين عن التطيُّر،
والاستقسام بالأزلام ممّا كان مُنتشراً في زمن الجاهلية، أمّا أهمّية صلاة الاستخارة،
فهي تكمن في ثلاثة أمور، هي: نَفي تعلُّق القلب بشيء سوى الله -تعالى-، واللجوء إليه،
والتوكُّل عليه، وتفويض الأمر إليه، ممّا يُعزِّز توحيد الله في القلب، الأخذ بالأسباب يرافقها توفيق الله للمسلم في سَعيه، وكتابة الفلاح له في اختياره؛ فمن يصدق الله في سؤاله أعطاه الله حاجته ولم يَرُدَّه، تحقيق الطمأنينة، واليقين في قلب العبد، والرضا بقضاء الله وقَدَره، فيردّ الهمَّ والحزن الذي قد يحصل بسبب اختياره.
حكم صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة سنة ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلجأ المسلم لـ صلاة الاستخارة عندما تُعرض له في الحياة أمور يحتار فيها، ويريد الأفضل والبصيرة فيها، كالسفر، أو الزواج، أو الإقدام على وظيفة، أو شراء منزل أو سيارة، وغير ذلك من الأمور، فيدعو الله تعالى، ويتضرّع إليه، ويسأله أن يختار له الخير.
رابعاً:- أبرز علامات الاستخارة او نتائج صلاة الاستخارة
إن تيسير الأمور أبرز علامات أو نتائج صلاة الاستخارة، فإذا رأى صاحب الأمر أو المستخير هناك سهولة ويسر في حدوث الأمر الذي استخار الله من أجله فهذه من علامات القبول، وأنه إذا كان الشخص يشتري منزلا وقرر استخارة الله عز وجل قبل الشراء فإذا وجد سهولة ويسر بينه وبين البائع وتنازلات وعدم اعتراض بينه وبين البائع فهذه من علامات التيسير، وأن الله مقدر لك هذا، أما إذا وجد صعوبة وتصلب في المفاوضات فهذا من علامات عدم القبول وهو من نتائج الاستخارة.
الخاتمة: –
الى هنا نكون وصلنا الى نهاية المقال، فاذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع اصدقائك.