موضوع اليوم عن مرض الكساح ماهو وما علاقة فيتامين د بمرض الكساح واهم أعراض الإصابة بمرض الكساح
يُعتبر مرض الكساح (بالإنجليزية: Rickets) من الأمراض الشائعة إلى حدٍ ما في الدول النامية، والنادرة في الدول المتقدمة، وهو عبارة عن مرض يحدث غالباً نتيجة سوء التغذية وعوز بعض العناصر المكونة للعظام مثل الكالسيوم، وفيتامين د، والفوسفات، ممّا يؤدي إلى لين العظام، وضعفها، وسهولة كسرها، وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي إلى حدوث تشوهات في هيكليّة العظام، وعلى الرغم من أنّ مرض الكساح يكون أكثر شيوعاً عند الأطفال بين سنّ الستة أشهر والثلاث سنوات بسبب سرعة معدّلالنمو في هذه الفترة، ولكن يُمكن لمرض الكساح أن يصيب الأشخاص البالغين أيضاً ويُطلق عليه في هذه الحالة مصطلح تليّن العظام (بالإنجليزية: Osteomalacia)، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض الكساح قد يكون ناجماً عن الإصابة بأحد أمراض الكبد، أو أحد مشاكل الجهاز الهضميّ في بعض الحالات.[١][٢]
علاقة فيتامين د بمرض الكساح
على الرغم من وجود عدد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الكساح إلّا أنّ عوز فيتامين د يُعتبر المسبّب الرئيسيّ للمرض، حيثُ إنّ لفيتامين د دوراً مهماً في المساعدة على امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء وتنظيم مستوياتهما في الجسم، ويؤدي عوز فيتامين د في الجسم إلى اختلال نسبة الكالسيوم والفوسفات في الدم، ممّا يتسبّب بإفراز الجسملهرمون يقوم بسحب كميّات من الكالسيوم والفوسفات من العظام، مؤدّياً إلى ضعف ولين العظام، ويمكن الحصول على فيتامين د من العديد من المصادر الغذائيّة المختلفة، مثل الأسماك، والبيض، ومنتجات الحليب، وتجدر الإشارة إلى أنّ جسم الإنسان قادر على تصنيع فيتامين د عند التعرّض لأشعة الشمس، لذلك يجب الحرص على حصول الأطفال على نظام غذائيّ متكامل، وتعريضهم لأشعة الشمس بشكلٍ منتظم، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الإصابة بمرض الكساح عند الأطفال انخفضت خلال السنوات السابقة في الدول المتقدّمة نتيجة إنتاج أطعمة الأطفال المدعّمة بالعناصر الغذائيّة بما في ذلك فيتامين د.[٢]
أعراض الإصابة بمرض الكساح
هناك العديد من الأعراض المختلفة التي قد تصاحب الإصابة بمرض الكساح، وتختلف شدّة الأعراض من شخص إلى آخر، وقد تكون على فترات متقطّعة في بعض الحالات، وفي ما يلي بيان لبعض الأعراض الشائعة:[١]
- الشعور بألم في العظام.
- سهولة تعرّض العظام للكسر.
- تصلّب الأطراف وفقدانها لمرونتها عند الأطفال الرضّع.
- الشعور بنعومة جمجمة الطفل.
- انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.
- انتفاخ الأضلاع الغضروفيّة في الصدر، وبروز العظام في منطقة اتصال الأضلاع بعظمة الصدر.
- ظهور ثلم هاريسون (بالإنجليزية: Harrison’s groove)، وهو عبارة عن خط أفقيّ يظهر بشكل واضح عند نقطة اتصال الحجاب الحاجز مع أضلاع الصدر.
- اصطدام الركبيتن ببعضهما عند الأطفال الأكبر سنّاً.
- قصر قامة الطفل، وانخفاض وزنه.
- انحناء الساقين لدى الأطفال الصغار.
- ظهور تشوهات في الحوض، والعمود الفقريّ، والجمجمة في بعض الحالات.
- توسّع المعصمين.
- حدوث تشنّجات عضليّة من الممكن أن تشمل كامل أجزاء الجسم.
عوامل خطر الإصابة بمرض الكساح
توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض الكساح، نذكر منها ما يلي:[٣]
- الولادة المبكّرة: حيثُ إنّ فرصة الإصابة بالمرض تزداد عند الأطفال الذين لم يكملوا مدّة الحمل الطبيعيّة وتمّت ولادتهم في وقت مبكّر.
- أصحاب البشرة السوداء: إذ إنّ قدرة الجسم على إنتاج فيتامين د من أشعة الشمس تكون أضعف عند هؤلاء الأشخاص، بينما تكون مرتفعةً عند الأشخاص من أصحاب البشرة الفاتحة.
- تناول بعض أنواع الأدوية: حيثُ إنّ بعض أنواع الأدوية تتداخل مع قدرة الجسم على الاستفادة من فيتامين د، مثل بعض الأدوية المضادة للفيروسات والمستخدمة في علاج مرض الإيدز، بالإضافة للأدوية المستخدمة في علاج النوبات العصبيّة.
- حصر تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعيّة: إذ إنّ حليب الأم لا يحتوي على كميّات كافية من فيتامين د، لذلك يجب إعطاء الأطفال الذين تنحصر تغذيتهم على حليب الأم قطرات من المكمّل الغذائيّ الذي يحتوي على فيتامين د، أو إضافة بعض الأطعمة المناسبة لعمر الطفل إلى نظامه الغذائيّ.
- انخفاض نسبة التعرّض للشمس: يزداد خطر الإصابة بمرض الكساح عند الأطفال الذين يعيشون في البلدان التي تقع على خطوط العرض الشماليّة من الكرة الأرضيّة، بسبب انخفاض نسبة تعرّضهم للشمس.
- عوز فيتامين د عند الأم الحامل: قد تؤدي إصابة الأم الحامل بعوز في فيتامين د أثناء فترة الحمل إلى ولادة الطفل مع بعض أعراض مرض الكساح، أو ظهور أعراض المرض خلال بضعة أشهر من الولادة.
علاج الإصابة بمرض الكساح
يعتمد علاج الإصابة بمرض الكساح على المسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى الإصابة بالمرض، وفي حال كان المرض ناجماً عن الإصابة بإحدى المشاكل الصحيّة مثل أمراض الكلى فيتمّ التركيز على علاج هذه المشكلة أو السيطرة عليها، أمّا في حال كان مرض الكساح ناجماً عن أسباب وراثيّة فيتمّ في هذه الحالة إعطاء أدوية الفسفور وفيتامين د في شكله النشط، وفي حالات الإصابة بمرض الكساح الناتجة عن سوء التغذية يُنصح بتناول الوجبات الغذائيّة الغنيّة بالكالسيوم والفوسفات، وفيتامين د، أو تناول المكملات الغذائيّة مثل زيت السمك، وزيادة التعرّض لأشعة الشمس، والتعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة، وقد يحتاج المريض إلى تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د بشكلٍ يوميّ، والحصول على إبرة تحتوي على فيتامين د بشكلٍ سنويّ.[١]