قد حثنا ديننا الحنيف على أهمية وعظمة مساعدة الغير فقال الله تعالى في كتابه الكريم {“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة المائدة الآية 2 ، وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة لأهمية وعظمة فعل الخير ومساعدة الأخر ، والعمل التطوعي أما أن يكون بوقتك أو نقودك أو طاقتك لمساعدة الآخرين وهذا لا يجعل العالم أفضل فحسب بل يجعلك أنت أفضل أيضًا ، وتشير الدراسات إلى أن فعل فعل الخير ورد الجميل للمجتمع يعزز سعادتك وصحتك وشعورك بالراحة. فيما يلي سبع فوائد علمية لمساعدة الآخرين :
مساعدة الآخرين تطيل العمر
تريد أن يمد الله لك في عمرك ويبارك فيه فكر مساعدة الآخرين بشتى الطرق الممكنة ، فقد أظهرت الأبحاث العلمية أن هذه الأنواع من الأنشطة يمكن أن تُحسن الصحة وتمد فيالعمر ، ويظهر المتطوعون قدرة أفضل على إدارة الإجهاد وتجنب الأمراض بالإضافة إلى انخفاض معدلات الاكتئاب وزيادة الشعور بالرضا عن الحياة ، فمساعدة الآخرين تخفف من الشعور بالوحدة وتعزز من حياتنا الاجتماعية وهي عوامل يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتنا على المدى الطويل .
مساعدة الآخرين تلهم الغير
عندما يقوم شخص واحد بعمل خير ويساعد غيره ، فأنه يلهم الآخرين من حوله للقيام بنفس الفعل ، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص أكثر عرضة للمساعدة من غيرهم أخرى يفعلون نفس الشيء مع غيرهم ، وهذا التأثير يمكن أن ينتشر في جميع أنحاء المجتمع ، ويلهم عشرات الأفراد لإحداث التغير وانتشار الخير في كل مكان وبالطبع هو صدقة جارية .
مساعدة الآخرين سبب للسعادة
قام فريق من علماء الاجتماع بتتبع 2000 شخص على مدار فترة خمس سنوات ووجد أن الأشخاص الذين وصفوا أنفسهم بأنهم “سعداء جدًا” تطوعوا لمدة 5.8 ساعة على الأقل شهريًا ، وقد يكون هذا الإحساس المتزايد بالرفاهية نتيجة للنشاط البدني نتيجة للتطوع أو لأنه جعلهم أكثر نشاطًا اجتماعيًا ، ويعتقد الباحثون أيضًا أن العطاء قد يمنح الأفراد دفعة عقلية من خلال تزويدهم بإحساس كيميائي عصبي بالمكافأة.
مساعدة الآخرين تعالج الألم المزمن
وفقًا لإحدى الدراسات العلمية ، حاول الأشخاص الذين عانوا من الألم المزمن العمل كمتطوعين مع غيرهم ونتيجة لذلك حدث انخفاض كبير في الأعراض الخاصة بهم خفض مستوى ضغط الدم وخفض مستوى السكري .
ولذلك إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب فقد أخبرك طبيبك على الأرجح بتقليصاللحوم الحمراء أو ساعات العمل المجهد ، ومع ذلك يجب عليك أيضًا التفكير في إضافة شيء إلى روتينك : جدول متطوع منتظم ، فقد أظهرت إحدى الأبحاث أن الأفراد الأكبر سناً الذين تطوعوا لمدة 200 ساعة على الأقل في السنة قللوا من خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 40 % وقد يكون هذا بسبب حصولهم على المزيد من الفرص الاجتماعية ، مما يساعد على تخفيف الشعور بالوحدة والتوتر الذي يصاحبهم في كثير من الأحيان.
مساعدة الغير تعزز من السلوكيات الإيجابية
وفقًا لعلماء الاجتماع ، فإن المراهقين الذين يتطوعون لمساعدة غيرهم وقضاء حوائجهم كان تحصيلهم الدراسي أعلى ومعدل درجاتهم أفضل مقارنة بغيرهم ، كذلك صورتاهم الذاتية عن أنفسهم .
مساعدة الآخرين تمنح الإحساس بالرضا
تشير الدراسات إلى أن العمل التطوعي ومساعدة الآخرين يعزز من إحساس الآخرين أن لديهم الهدف وهوية وغاية يسعون لتحقيها .
كيفية مساعدة الآخرين
لا تقتصر مساعدة الآخرين على المعونة المادية ودفع الأموال بل بالدعم المعنوي مثل تقديم النصيحة لآخرين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا تقتصر المساعدة على الناس فقط بل من الممكن أن تمتد لجميع الكائنات الحية كتقديم الشراب والطعام لحيوان ضال ومنع الأذى عنه ، ومن الممكن أن تشمل الاستمتاع الجيد للآخرين وحل المشكلات ومساعدتهم دون جرح شعورهم ، التواصل المستمر مع غيرنا ، التطوع في نشاط اجتماعي إنساني ، التطوع في الجمعيات الخيرية ، المشاركة في تحضير الإفطار للصائمين في شهر رمضان .
فضل مساعدة الآخرين في الإسلام
قال الله تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} سورة البقرة وقال رسولنا الكريم صلّ الله عليه وسلم “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ” إذ فمساعدة الآخرين من أعظم أنواع الإحسان فهي إرضاءً لله عزوجل ، كما أنها توطد المحبة بين المسلمين وهي من ثوابت الدين .