قصة قوم لوط:
سيدنا لوط هو نبي لله مرسل الى مدينة سدوم من أرض غور زُغر، فدعا قومه إلى التّوحيد، ونبْذ الشّرك،
ونهاهم عن ما كانوا يفعلونه من الفواحش والمحرمات ، وخاصة ان هولاء القوم اشتهروا بالشذوذ ،
ولهذا خلال ذلك المقال سنوضح نحن فريق شبكة مقالة قصة قوم لوط بالتفصيل.
اولاً:- من هم قوم لوط
وهم شعب عاش في سدوم، هي قرية تقع شرق النهر في وادي الأردن بالقرب من البحر الميت.
وكانوا يعبدون آلهة كثيرة، واشتهروا باللواط، وأنعم الله تعالى عليهم بنعم كثيرة. لكنهم استخدموها في عصيانه،
وصفهم الله -تعالى- بقوله: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ).
نبي الله لوط:
هو نبي الله لوط بن هارون بن تارح، وابن أخ سيدنا إبراهيم عليهم السلام،
حيث يعتبر من الشخصيّات عالية المقام على المستويين: الديني، والإنساني،
حيث ان أتباع الديانات السماوية يعرفون هذه الشخصية العظيمة، إذ يمتاز هذا النبي الكريم بكونه واحداً من أبرِّ عباد الله،
وابرز الانبياء وأكثرهم إخلاصاً، وأعلاهم مقاماً في الدنيا، والآخرة. كما أنه من الأنبياء العظام في الديانة الإسلامية،
بحسب ما جاء به القرآن الكريم، وقد عانى هذا النبي الكريم كثيراً مع قومه الذين انحرفوا عن الفطرة السليمة،
ورفضوا إلا السقوط في أرذل الرذائل وأسوئها.
ثانياً:- معصية قوم لوط
لقد اشتهر قوم سيدنا لوط بالشذوذ وهو الانحراف عن الفطرة الإنسانية التي جلب الله البشر عليها،
فلقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم عنهم
” (وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ، بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ* وَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالوا أَخرِجوهُم مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُناسٌ يَتَطَهَّرونَ)
وقال الله -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ)
فكانوا أوّل قوم فعلوا اللّواط، وأتَوا بهذا الفعل الفاحش، وقد عاقبهم الله -تعالى- بسبب كفرهم وشركهم به -سبحانه-، والاستهزاء بشرعه وأوامره.
ثالثاً:- كيف بدء الشذوذ بين قوم لوط
عن ابن عباس قال: كان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم
وثمار خارجة على ظهر الطريق، وأنهم أصابهم قحط وقلة من الثمار، فقال بعضهم لبعض:
إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش،
اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريباً سننتم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم فإن الناس
لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك، فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الأمر العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق محمد بن إسحق عن بعض رواة ابن عباس قال:
إنما كان بدء عمل قوط لوط أن إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس،
فدعاهم إلى نفسه فنكحوه، ثم جروا على ذلك.
رابعاً:- عقوبة الله لقوم لوط
أرسل الله -تعالى- عدداً من الملائكة إلى سيدنا لوط على هيئة رِجالٍ في غاية الجمال
يمشون على أرجُلِهِم، فخاف عليهم من قومه، وسارعت زوجته بإخبار القوم بامرهم ،حيث كانت عاصية ،
وكانت تصفُ لهم حُسنهم وجمالهم، فجاؤوهُ الى سيدنا لوط مسرعين ، فعرض عليهم الزّواج من بناته بطريقةٍ شرعيّة،
وذكر الله -تعالى- ذلك في القرآن الكريم، فقال -تعالى:-
(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي
هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ).
رد قوم سيدنا لوط عليه:
فأجابه قومه بِسُخرية واستهزاء أنّهم يُريدون الرّجال الذين عنده، فلجأ إلى الله -تعالى-،
فطمأنته الملائكة أنّهم رُسلٌ بعثهم من الله -تعالى- لإهلاك قومه، فقال -تعالى- عن ذلك:
(قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ
إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)،فسار لوط بأهله ومن آمن معه في اللّيل،
وفي الصّباح أرسل الله -تعالى- عليهم العذاب فهلكوا.
نجاة سيدنا لوط:
عاد قوم لوط إلى منازلهِم يتلمسُون الجدران، واتهموا لوط عليه السلام بالسحرِ
وتوعدوهُ في اليوم التالي، فجاءت الأوامر إلى لوط أن يخرجَ من القرية بابنتيه ليلًا،
ويترك امرأتهُ الكافرة وأن لا يلتفتَ، فالعذابُ واقع في الصباح
{ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}،
نجى لوط عليهِ السلام وأهلهُ في وقتِ السَحر {إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (35)نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ})
عذاب الله لقوم سيدنا لوط:
أهلك الله -تعالى- قوم لوط بالحصباء؛ وهي الحصى أو الحِجارة، وشبّهها بالسّحاب، فدمّرتهم
وأهلكتهم جميعاً، وذكر الله -تعالى- ذلك بقوله: (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)،
فأنجى الله -تعالى- لوط -عليه السّلام- وآله وأتباعه الّذين آمنوا معه ،
كان من عذابهم بِأن قُلبت الأرض عليهم فأصبح عالي قريتهم إلى أسفلها، وأُمطِر عليهم حجارةً من الطّين المُتصلّب، لا تُشبه حجارة الأرض، وجعلها الله بجانب بعضها كالصّف، وعلّمها بعلاماتٍ معروفة،واستقرّ العذاب عليهم، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ)؛ أي مُستقِرّاً عليهم لا يُفارقهم إلى أبد الآبدين، فهم في قُبورهم يُعذّبون، ويوم القيامة يُعذّبون في جهنّم، وقيل إنّ جبريل -عليه السّلام- هو الذي خسف الأرض بقرية قوم لوط، وجعل عالِيَها سافِلَها، ومن كان منهم خارج القرية أمطرهُ بالحجارة.
خامساً:- أكتشاف آثار سدوم
وفي 15 أكتوبر 2015، أعلن علماء آثار أمريكيون أنهم عثروا على بقايا بلدة من العصر البرونزي شرق نهر الأردن، يعود تاريخها إلى ما بين 3500 و1540 قبل الميلاد، مؤكدين أنها كانت تضم مدينة سدوم التي عاش فيها قوم النبي. وعاش لوط عليه السلام.
وقال المشرف على التنقيب ستيفن كولينز من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، إن أوصاف القرية المكتشفة المذكورة في الكتاب المقدس والقرآن الكريم تتطابق مع الآثار التي عثروا عليها. وقالوا إن الحياة في المدينة اختفت فجأة تماما بعد أن استمرت الحفريات لمدة 10 سنوات.
وأشار كولينز إلى أن كافة جوانب الحياة توقفت فجأة في المدينة، في إشارة إلى ما جاء في القرآن الكريم عن تدمير القرية الفاسدة.
حكم الإسلام في الشذوذ الجنسي:
ففي حديث ابن عباس أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ
: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ” ،
فقد ورد حديث روي عن النبي ﷺ :«السحاق زنى النساء بينهن” ،
ولقوله ﷺ: «إذا أتى الرجلُ الرجلَ فهما زانيان، وإذا أتت المرأةُ المرأةَ فهما زانيتان”.
ذكر الشوكاني في السيل الجرار « قد قتل اللوطي في زمن الخلفاء الراشدين،
وأجمعوا على ذلك، ولا يضر اختلاف صفة القتل، وذهب إلى ذلك جماعة من العلماء»
كتب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق حول الموضوع، فاستشار أبو بكر الصديقُ الصحابةَ، فكان رد علي بن أبي طالب أشدها وقال« ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار». فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه.
الخاتمة :-
الى هنا نكون وصلنا الى نهاية المقال ، فاذا اعجبك يمكنك مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي مع اصدقائك.