طرق معالجة الإسلام الفقر
التعرف على معالجة الإسلام الفقر
طريقه معالجة الإسلام الفقر
ان الاسلام الفقرحارب باستخدام وسايل عدة؛ وذلك لما له من اثار سلبية على المجتمع في مختلف نواحي الحياة، وفي هذا الحين قدم حلولا ناجحة للتخلص من اشكالية الفقر
كيف عالج الاسلام اشكالية الفقر
تدرج القران الكريم والسنة النبوية المطهرة في طرح اجابات الفقر في المجتمع المسلم على نحو خاص، وفي المجتمعات على نحو عام، وفي التالي مجموعة من التدابير العملية التي اعتمدها الاسلام لحل اشكالية الفقر والتخلص منها:
الحث على العمل
اشارت الكثير من النصوص القرانية والاحاديث النبوية الى اهمية الشغل وضرورته للمسلم، وانه لا ينبغي عليه ان يقعد عن السعي ايا كان قد كانت الاسباب، ومن هذه النصوص:
العمل في النصوص القرانية
- قوله تعالى: (فاذا قضيت العلاقات فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله)،[١] فقد اذن الله سبحانه وتعالى في تلك الاية لعباده بالسعي عقب علاقات يوم الجمعة من اجل ادخار القوة لهم ولعيالهم، وتحصيل الربح من اثناء البيع والشراء والتجارة عموما، وغير هذا من الوسايل المتوفرة لكل مجتمع.[٢]
- قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور)؛[٣] حسب مقال الاية ينبغي على المسلم ان يحاول في طلب الرزق وتحصيله بالعمل وعدم الركون للراحة، وفي ذلك الحين مهد الله – سبحانه وتعالى – الارض للناس لهذه الغاية؛ لذا يلزم عليهم تسخير هذا في تقصي الاكتفاء من اثناء الشغل والكد بما اوتوا من طاقة لاجل ذلك.[٤]
- قوله تعالى: (يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه)،[٥] فالانسان في اصل نشاته جبل على مناشدة الرزق والكد لاجل هذا باتباع كل الوسايل والطرق، وفي الاية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى ان اثر ذلك الجهد والكد في تامين المسلم لقوت عياله سينعكس عليه في الدنيا والاخرة ان احسن تسخير ذلك.[٦]
- قول الله – سبحانه وتعالى: (ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله انه كان بكم رحيما)،[٧] فقد جعل الله سبحانه وتعالى جميع ما في الحياة الدنيا ميسرا للانسان لتحصيل قوته وتامينه، حتى ان السفن في البحر سخرت لنقل الناس من مقر اقامتهم الى عوالم اخرى لم يكونوا بالغيها الا بكد الانفس، فجاءت الفلك تيسيرا لتنقلهم لغايات الوصول الى ارزاقهم في شتى اصقاع الارض على نحو يسير، لذا وجب عليهم تسخير جميع الوسايل المتوفرة لذلك.[٦]
العمل في الاحاديث النبوية
ان الناظر في السنة النبوية يجد فيها الكثير من النصوص التي دعت الى الشغل والحث عليه ونبذ الراحة، وطلب الرزق والسعي له، وفي التالي بعض الاحاديث التي دلالة الى اهمية الشغل في دواء وحل اشكالية الفقر:[٦]
- عن المقدام بن معد يكرب عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:(ما اكل احد طعاما قط، خيرا من ان ياكل من عمل يده، وان نبي الله داود عليه السلام كان ياكل من عمل يده)؛[٨]فالحديث يوميء الى اهمية الشغل ودوره في دواء اشكالية الفقر، وانه ما اكل المسلم طعاما قط خيرا له الامر الذي كسبته يده، وان الانبياء الذين هم خير اهل الارض لم يعمدوا للجلوس والراحة لكن عملوا واكلوا الامر الذي جنته ايديهم بما اتيح لهم.
- عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما بعث الله نبيا الا رعى الغنم، فقال اصحابه: وانت؟ فقال نعم كنت ارعاها على قراريط لاهل مكة)؛ ذلك الجديد يوميء الى ان الانبياء قد عملوا وسعوا في تحصيل الرزق مع ان الله تضمن بتامين ارزاقهم، حتى ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لاهل مكة بمقابل مقدار يسير.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه صرح صرح النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يزال الرجل يسال الناس حتى ياتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم)،[٩] وذلك الجديد هو ابلغ ما جاء في ذلك الباب في وصف اشكالية الفقر وايجاد الاجابات لها؛ حيث ان الاسلام لم يرض للفقراء الركون الى ما ياتيهم من الناس كصدقات او هبات، لكن جعل افضل ما ياكله المسلم الامر الذي يجنيه من عمله بيده، ووصف من يسال الناس ويطلب منهم المال والقوت بانه ياتي يوم القيامة وفي ذلك الحين تساقط لحم وجهه من كثرة استعطاف الناس وسوالهم.
الزكاة
الزكاة هي حصة قدرة من المال اوجبها الله -سبحانه وتعالى- لمستحقيها الذين جاء ذكرهم في القران الكريم والسنة النبوية.[١٠]
جاءت الزكاة سبيلا ثانيا في حل اشكالية الفقر بعد العمل؛ حيث الزم القران الكريم المسلمين باخراج زكاة اموالهم للفقراء والمحتاجين حتى يطهر قلوبهم ويذهب عنهم السييات، ويغفر لهم الزلات، صرح تعالى: (خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم)،[١١] كما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- ان النبي -عليه العلاقات والسلام- صرح لمعاذ حين ارسله الى اليمن: (انك تاتي قوما اهل كتاب، فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله، فان هم اطاعوك لذلك، فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فان هم اطاعوك لذلك، فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة في اموالهم؛ توخذ من اغنيايهم، وترد على فقرايهم، فان هم اطاعوك لهذا فاياك وكرايم اموالهم، واتق مناشدة المظلوم، فانها ليس بينها وبين الله حجاب).[١٢]
الصدقة
صدقة التطوع اصطلاحا هي ما يعطى للفقير والمحتاج من المتصدق ابتغاء مرضاة الله والوصول الى الاجر والثواب في الاخرة، دون انتظار مكرمة في الدنيا، وقيل هي: ما يخرجه المرء من خالص ما لديه قربة لله – سبحانه وتعالى – وحده.[١٣] كان للصدقة بالغ الاثر في حل اشكالية الفقر بعد الاعتماد على الشغل والزكاة، ويتمثل هذا في الاتي:[١٤]
- الصدقة طريق لحل ومعالجة اشكالية الفقر وانتزاعها من جذورها من اثناء تمثل الغني لحال الفقير واستشعاره به، الامر الذي يعين الفقير على قضاء حوايجه وسداد ديونه.
- تدل الصدقة على التكافل الاجتماعي؛ فبها تنكسر جميع الحواجز بين الغني والفقير، وتختفي اشكال الحسد والحقد في طبقة الفقراء للاغنياء الناتج عن تقتير الاغنياء في النفقة واقتصارها على انفسهم، ويعزز هذا قيمة المسوولية لدى الفقير فيضطره للسعي والعمل بدلا من سوال الناس.