تعد الشخصيات الإسلامية هم القدوة التى يجب على المسلمين أن يتبعوها ويسيرو على نهجهم.
ما أن يستذكر المسلمون الصحابي الجليل بلال بن رباح حتى يتذكرون ما لاقاه من أذى وتعذيب من أمية بن خلف ، فلا يخلو حديث عن بلال من ذكر هذا الرجل الذي عرف في صدر الإسلام بمعاداته الشديدة للنبي محمد صل الله عليه وسلم، وصحابته وتعذيبه لهم أشد العذاب، فمن يكون أمية بن خلف وما قصته؟
أمية بن خلف (النسب والمكانة)
- أمية بن خلف هو أحد سادات وكبار قبيلة قريش.
- اسمه الكامل: أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
- له من الأبناء صحابيان جليلان هما صفوان بن أمية بن خلف، وربيعة بن أمية بن خلف.
أمية بن خلف وعداؤه للإسلام
أولاً: قصته مع بلال بن رباح
- كان بلال بن رباح – رضي الله عنه وأرضاه- عبداً مملوكاً لأمية بن خلف.
- عندما سمع بلال بالدعوة الإسلامية كان من الأوائل الذين أسلموا وحسن إسلامه، ولكن أمية المستكبر المتسلط الذي حارب الدعوة بشتى الطرق وجد ما يشفي به غليله وانتقامه عندما سمع بإسلام عبده بلال.
- في يوم من الأيام جاء رجل من قريش إلى أمية بن خلف وناداه قائلاً: “أما بلغك الخبر؟ لقد شاهدت عبدك بلال يختلي مع محمد وصحبه”.
- وهنا غلى الدم في عروق أمية وثارت ثورته، فقام كثور هائج يريد أن ينقض على بلال.
- توجه إلى بيته منتظراً عودة بلال، وعندما دخل قال له: “ما هذا الذي بلغني عنك أيها العبد الحبشي؟ أحقاً أنك اتبعت دين محمد؟” فأجاب بلال بيقين وقوة: “أما وأنه بلغك أمري وعلمت بإسلامي فإني لا أخفي عليك أني أمنت بالله ورسوله وأنا من جنوده”، فأجابه أمية مغتراً بنفسه: “لست إلا مملوك أيها العبد، لا تملك من أمرك شيئاٍ”.
- حينها أقسم أمية أن ينال بلال ما لا يتخيله من العذاب، حتى يعود عن الإسلام ويرجع إلى الكفر والشرك.
- جهز أمية الحبال الشديدة وشد بها أقدام بلال بن رباح رضي الله عنه، وقيد يداه إلى الخلف، وجره على أرض الصحراء المتوقدة الملتهبة يكوي رملها الساخن جسد بلال الطاهر.
- كان أمية يترك بلال في الصحراء منذ وقت الظهيرة واشتداد الحر إلى غروب الشمس، ويأتي في آخر النهار سائلاً: “ما رأيك الآن يا بلال؟ أذقت العذاب؟ وهل آن لك أن ترجع إلى عبادة اللات والعزى”.
- ما كان هذا يزيد بلال الصابر إلا صبراً وثباتاً، وكان يردد عبارته المشهورة: “أحد أحد” في إشارة إلى توحيد الله وعدم الشرك به.
- مرت أيام عدة وبلال صابر يلاقي من أمية شتى أنواع العذاب، حتى مر أبو بكر الصديق يوماً وتألم أشد الألم لحال بلال، فقال لأمية: “متى تترك هذا المسكين”، فقال أمية: “إنه عبدي وملكي، وإذا كنت مشفقًا عليه فاشتره”.
- اشتراه أبو بكر الصديق وخلصه من هذا العذاب، وأعتقه فأصبح بلال حراً لا أحد يملكه سوا خالقه.
ثانياً : مواقفه المعادية للرسول
- همزة ولمزة للرسول: وقد نزل فيه قوله تعالى في سورة الهمزة، فقال الله تعالى “ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالا وعدده، يحسب أن ماله أخلده، كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة”.
- كان لأمية خليل ورفيق اسمه عقبة بن أبي معيط، وبلغ أمية أن رفيقه يجالس الرسول محمد –صل الله عليه وسلم- فحين واجهه أمية قال له: “وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدًا ولم تتفل في وجهه، ففعل عقبة ذلك” فنذر النبي قتله وقد فعل يوم بدر، وفيهم نزل قوله تعالى في سورة الزخرف “الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين”.
مقتل أمية بن خلف
- كان يوم بدر يوم الفصل بين بلال وأمية، ويوم تحقيق العدالة الإلهية، ففي هذه المعركة تذكر بلال ما فعله أمية بن خلف معه، وكيف كان يعذبه، وتذكر المهانة والذل ونظرته إليه كعبد يفعل به ما يشاء.
- أخذ بلال يبحث عن أمية بين المقاتلين حتى عثر عليه، ورآه وقد استسلم لعبد الرحمن بن عوف مستسلماً أسيرا حتي لا يقتل في المعركة.
- حاول عبدالرحمن بن عوف أن يثني بلال عن قتله لأنه أسيره، ولكن بلال كان مصمماً على القتل، وقال حينها “رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا”.
- قتل بلال أمية في غزوة بدر في العام الثاني للهجرة ورأى بقتله قطعاً لرأس الكفر في مكة.