من هو أبو حنيفة النعمان
التعرف على أبو حنيفة النعمان
نسب أبو حنيفة النعمان
ان أبو حنيفة النعمان احد ابرز الفقهاء والعلماء المسلمين، وهو صاحب المذهب الحنفي، وفي ذلك الحين كان الامام ابو حنيفة النعمان عديد العبادة
تعريف بابي حنيفة النعمان
الاسم والنسب
اسم ابي حنيفة -رحمه الله- هو النعمان، واسم ابيه ثابت بن المرزبان، اما ابو حنيفة فهو كنية للنعمان، اصله فارسي من بلاد فارس، ويعود نسبه الى اسرة شريفة عريقة من قومه، وتعود اصوله الاولى الى مدينة كابل عاصمة جمهورية افغانستان في الوقت الحالي، اما جده المرزبان فقد اسلم في عهد الخليفة الفاروق عمر بن الكلام رضي الله عنه، ثم انتقل الى الكوفة، وسكن فيها،[٣] وقيل في تسميته: هو (النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي، الكوفي، مولى بني تيم الله بن ثعلبة).[٤]
مكان الولادة وتاريخها
ولد الامام ابو حنيفة النعمان -رحمه الله- في مدينة الكوفة في العراق؛ حيث اقام جده فيها، وكان مولده في سنة ستمية وتسعة وتسعين للميلاد على الراجح، الموافق للعام ثمانين من الهجرة النبوية الشريفة، وفي ذلك الحين كان الامام ابو حنيفة النعمان وحيد ابويه حيث لم ينجبا سواه كما يظهر، وكان مولد ابي حنيفة في حياة صغار الصحابة رضوان الله عنهم، فادرك منهم انسا بن مالك رضي الله عنه، الذي قدم الى الكوفة حينها.[٣][٤]
النشاة
نشا الامام ابو حنيفة النعمان -رحمه الله- في مقر مولده الكوفة، وفيها تربى وترعرع وقضى اغلب حياته، وفي ذلك الحين كان ثابت والد ابي حنيفة تاجرا موسرا، وكان من اهل الصلاح وفي ذلك الحين نشا على الاسلام وتربى عليه، حتى انه التقى عليا بن ابي طالب رحمه الله، وقيل: ان جد ابي حنيفة اهدى لعلي الفالوذج في عيد النيروز، الامر الذي ينبي ان جميع اسرة ابي حنيفة كان حالهم الغنى؛ اذ ان الفالوذج من الحلويات غالية السعر في هذا الوقت، فلم يكن ياكلها في هذا الوقت الا الموسرون، كما روي ان الامام عليا بن ابي طالب -رضي الله عنه- لما التقاه ثابت والد ابي حنيفة دعا له بالبركة له ولذريته، فكان منشا ابي حنيفة على هذا في منزل دين وهدى.[١]
ولان والد ابي حنيفة كان تاجرا، فقد نشا الامام ابو حنيفة في كنف الاسواق والتجار، وكان في اول حياته عديد التردد عليها في حين قل تردده على مجالس العلم، ولما توجه للعلم قل تردده على الاسواق، فكان لا يذهب اليها الا لمعرفة سير متجره، وفي ذلك الحين استظهار الامام القران الكريم، وكان حاد التعلق فيه وبتلاوته، حتى روي انه كان يختم القران في شهر رمضان ما يقترب من ستين مرة، ولو كان في ذلك العدد شيء من المبالغة الا انه ينبي عن كثرة قراءة ابي حنيفة لكتاب الله وتعلقه فيه.[١]
علم ابي حنيفة
علم ابي حنيفة وشيوخه
اول ما توجه اليه ابو حنيفة من علوم عصره هو معرفة الكلام، والعقايد، واصول الدين؛ حيث كان يناقش اهل الملل والنحل المختلفة، وينقاش الملحدين واهل الضلال، حتى برع في ذلك المجال، واصبح ممن يشار اليهم بالبنان، ولم يجاوز حينها العشرين من عمره، ثم توجه الى علم الفقه، وكان قد تتلمذ على يدي العالم الفقيه حماد بن ابي سليمان رحمه الله، ونهل من علمه الكثيف حتى صار اقرب تلاميذه اليه، وفي ذلك الحين صرح حماد في ابي حنيفة: (لا يجلس في صدر الحلقة بحذايي -بجانبي- غير ابي حنيفة).[٣]
وقد اطلع الامام ابو حنيفة النعمان على جميع العلوم الاسلامية والعلوم الاخرى المهمة، ثم ثبت على معرفة الفقه بعد ان معرفة فضله ومكانته في الدين واهميته في الاولى والاخرة، وفي ذلك الحين اطلع على اصول العلوم جميعها قبل ان يتجه الى معرفة الفقه، فدرس العقيدة، والقراءات، والحديث، والنحو، واللغة، وعلوم القران، وغير ذلك، فلم يجد في جميع هذه العلوم اشرف ولا ارفع ولا افضل مالا من معرفة الفقه؛ حتى انه متى ما قلب في معرفة الفقه وجده يسمو ويرتفع حتى ثبت عليه.[١]
التلاميذ
تتلمذ على يدي الامام ابي حنيفة النعمان عدد من العلماء الذين برزوا في العلم لاحقا، لكن ان تلاميذه هم من ارسى النظم الاولية للمذهب الحنفي تحت اشراف معلمهم ابي حنيفة؛ حيث لم يرد عنه انه كتب كتابا جامعا في الفقه يتضح اقواله، واجتهاداته، واراءه الفقهية، وفتاواه الخاصة، الا ان الامام كان يملي كل هذا على تلاميذه خلال الحلقات العلمية التي يعرضها عليهم، ثم يراجع ما يكتبونه لاحقا ليقرهم عليه، او يحذف ما يخالف مذهبه او كان فيه لغط او خطا، او على الارجح يحول بعض ما كتبه تلاميذه بعد الاطلاع عليه، الامر الذي جعل مذهبه يستقر ويستمر ويزدهر على ايدي تلاميذه وتلاميذهم الذين برعوا في تدوين الفقه الحنفي ونشره للناس.[٥]
ومن بين اشهر تلاميذ الامام ابي حنيفة؛ الشيخ ابو يوسف يعقوب بن ابراهيم، ومن كتبه المشهورة كتاب الاثار، ومنها ايضا كتابه اختلاف ابي حنيفة وابن ابي ليلى، كما برع من تلاميذ ابي حنيفة محمد بن الجمال الشيباني، وهو صاحب الفضل الاكبر في توطيد دعايم المذهب الحنفي وتدوينه، مع انه لم يتتلمذ على يدي ابي حنيفة الا مرحلة قصيرة، ثم تتلمذ بعدها على ايدي ابي يوسف، والاوزاعي، ومالك، وغيرهم من اساطيل الفقه.[٥]
وفاة ابي حنيفة النعمان
توفي الامام ابو حنيفة النعمان في سنة مية وخمسين للهجرة في شهر رجب، وقيل انه مات سنة مية واحدى وخمسين، وقيل مات سنة مية وماية وثلاث وخمسين، والاصوب في هذا هو الراي الاول، وكان ابو حنيفة حين وفاته يصل من السن سبعين سنة، ومما روي في وضعه قبل وفاته انه مكث اربعين سنة يصلي الصباح بوضوء العشاء، وقيل انه قرا القران في المقر الذي توفي فيه سبعة الاف مرة؛ حيث كان حاد التعلق بكتاب الله؛ فقد كان يصلي الليل ويقرا القران في كل ليلة، وفي ذلك الحين صلي عليه في مدينة بغداد العديد من مرات، قيل انها وصلت ستا؛ لكثرة الزحام في جنازته، وفي ذلك الحين دفن فيها.[٦]