مهارة القدرة على تحمل المسؤولية
المقدمة
تحمل المسؤولية صفة لدى كثير من الناس، فهي إما فطرية أو حاضرة بسبب الظروف،
وقد تجعل الشخص مسؤولاً، على أي حال هذه السمة
هي إحدى السمات الجيدة التي يجب أن يتمتع بها كل منا من أجل أن يعيش حياة أفضل.
وهي من المهارات الشخصية التي يجب على الانسان التمتع بها
حتى يستطيع مواكبة حياته بما فيها من صعوبات ومعيقات،
فكما نعلم أن هناك تفاوت في مدى توافر سمة تحمل المسؤولية من شخص إلى آخر،
فهناك أشخاص يعانون من اللامبالاة تجاه كل الأمور حتى الضرورية منها.
وتحمل المسؤولية لا يعني بالضرورة أن يستغني الفرد عن حريته
ومساحته الخاصة التي من حقه الحصول عليها، وتأتي الحرية
في المقام الأول مع المسؤولية لأنه إذا كان الشخص حرًا في أفعاله وقراراته،
فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع أفعاله أو أفعاله
ولذلك نحن فريق شبكة مقالة نوضح لك أهمية تلك المهارة وكيف تكتسبها.
القدرة على تحمل المسؤولية
اولاً: – الحرية في تحمل المسئولية.
هناك عدة أمور تندرج تحت الحرية وهي:
الثقة في النفس واحترام الذات
هي أن الشخص يكون مسئول عن حياته واختياراته،
وهذا يدفعه لأن واثق من نفسه، ويزيد من قدرته على رسم مسار الحياة بنفسه.
ألعاب تساعد على تعزيز الثقة بالنفس
التوقف عن الخوف
التوقف عن الخوف يعطي الثقة في النفس،
ويجب أن يتخلص الإنسان من الأفكار السلبية الموجودة في رأسه، سواء كان الأخر خوف، رفض، فشل أو حكم على الآخرين.
التحكم والسيطرة
فمن خلالها يستطيع الإنسان تحمل المسؤولية والقرارات،
ويكون هو القائد الأول في الحياة الذي يستطيع التحكم في كل الأحداث من حوله.
و عدم إلقاء اللوم على الآخرين متى ما كانت القرارات عكس التوقعات.
تحمل المسؤولية.
ثانياً: -المقصود بمفهوم المسؤولية
المسؤولية من أهم القيم التي تساعد على النجاح في الحياة ،
فهي تعني أن الشخص مكلف بأداء واجب محدد يمكن وضعه على كتفيه
وهو مسؤول عنه وعن نجاحه من بعضه البعض.
إن تحمل المسؤولية أمر مهم للغاية، على المستويين الفردي والجماعي،
فهي ضرورية لبناء الأمم والحضارات وبناء المجتمع ككل، فكما قال الرسول (ص) كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
فلو أن كل شخص مكلف بعمل في هذه الحياة تنكل من مهامه
ومسؤوليته لصارت الدنيا فوضى كبيرة، لأن نمو المجتمع وتطوره قائم على انجاز كل فرد لعمله ومسؤولياته.
ثالثاً: -الأهمية التي تحققها تحمل المسؤولية في عملية القيادة
إن تحمل المسؤولية يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقيادة لأن القائد الناجح
هو الشخص الذي اعتاد على تحمل المسؤولية والذي بسبب هذه المسؤولية يحل جميع المشاكل التي يواجهها.
يمكن للقائد الناجح أن يحل جميع الأزمات والمشاكل في العمل،
وكلما زادت صعوبة المشكلة زادت المسؤولية، والقائد الذي يتحمل المسؤولية هو مصدر قوة المنظمة ونجاحها.
عندما يتحمل الشخص المسؤولية الكاملة عن قراراته،
فإنه يدرك أنه يجب أن يكون أكثر حرصًا في أي قرار يتخذه،
وهو حريص على جعل الأمور متوافقة معه من أجل تحقيق أهدافه
والوصول الى أهدافه المنشودة أو الأهداف التي تم وضعها في بداية العمل.
لذلك من اهم السمات الشخصية الواجب توافرها في القائد
هو القدرة على تحمل المسؤولية عن جميع التصرفات التي تصدر عنه،
وحتى تلك التي تصدر عن مرؤوسيه، فهو المسؤول عن توجيههم وتدريبهم على تنفيذ المهام المطلوبة منهم.
أنواع المسؤولية.
أهمية القيادة الإدارية الناجحة
أنواع المسؤولية التي قد يمر بها الانسان
- المسؤولية الدينية التي تكون نابعة عن إيمان الشخص
- والاعتقادات الدينية الموجودة في داخله التي تحتم عليه
- اتباع بعض السلوكيات والواجبات فيكون مسؤولا عن كل قول وفعل يصدر عنه.
- المسؤولية الاجتماعية التي يفرضها المجتمع على الإنسان،
- ويفرض عليه القيام ببعض السلوكيات وفقا للقوانين التي وضعتها المجتمع، مع الالتزام ب العادات والتقاليد في المجتمع.
- المسؤولية الأخلاقية التي تكون نابعة من أخلاق الإنسان نفسه
- وناتجه عن تصرفاته، وهي التي تعطي للإنسان القدرة على ممارس ة الأفعال والتصرفات وفقا لما يتناسب مع الأخلاق الموجودة في داخله.
علاقة الإنسان بتحمل المسؤولية
الإنسان هو المرتبط ارتباط وثيق مع المسؤولية،
وهو المسؤول الأول عن تأدية المسؤولية بالشكل الأمثل، هذا إلى جانب العلاقة المباشرة
من الطرف الآخر الذي سوف يحاسب عليه، وتكون النتيجة من المسؤولية أ
ما النجاح أو الفشل، والقرار يكون بيده ومحاسب عن النتيجة مهما كانت، المدح والثناء
في حالة النجاح والعتاب والمحاسبة وقت الفشل، لذلك يشعر الانسان أن تحمل المسؤولية شيء كبير وعظيم لا يمكن التهاون فيه.
التغيرات التي تحدثها المسؤولية في الفرد
يمكن أن يكون لهذا تأثير إيجابي على حياة الفرد إذا كان قادرًا على تحمل المسؤولية
بشكل صحيح، من خلال بذل الجهد اللازم لتأهيل الشخص لتلك المسؤولية.
من الفوائد التي يحصل عليها الشخص بعد تحمل المسؤولية زيادة كمية المعلومات
وزيادة الخبرة الحياتية وتقوية الشخصية وزيادة المهارات الشخصية وتقوية العلاقات الاجتماعية وتحويله إلى شخص ناجح.
فلا ينبغي لنا أن نظن بأن تحمل المسؤولية هو مجرد هم عظيم على عاتقنا دون فائدة،
وانما هيا فائدة خفية تتجلى لنا في المستقبل حينما نواجه عثرة من عثرات الحياة فنعرف كيف نتخطاها ونتجاوزها بكل سهولة ويسر.
مهارة تحمل المسؤولية
رابعاً: -تحمل المسؤولية يترتب عليه مزيد من الثقة بالنفس
إن الثقة والمسؤولية أمران مرتبطان ببعضهما البعض، ويكمل كل منهما الآخر،
فالشخص القادر على تحمل المسؤولية هو الشخص القادر على اتخاذ القرارات السليمة في الحياة،
وبالتالي تزداد ثقته بنفسه، وكلما يتنامى هذا الاحساس، كلما يصبح شخصًا أكثر ثقة بنفسه،
وأكثر قدرة على أن يكون قياديًا في المجتمع يتخذ القرارات بحكمة وتأني
وينتظر النتائج المرضية لجميع الأطراف، فلا يخشى فشل ولا اخفاق ولا يخشى خوض المغامرات.
الفرق بين الأشخاص :-
ومن ذلك يظهر لنا الفرق بين الأشخاص الذين يتوفر لديهم مهارة وسمة تحمل المسؤولية
وكيف أن ذلك يوصلهم إلى تقلد الوظائف العليا والقيادية داخل الدولة بفعل ما يتمتعون به
من القدرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المصيرية،
فلو أننا دققنا النظر في شخصية قائد الجيش أو وزير في احدى وزارات الدولة لوجدنا
أنا تحمل المسؤولية والثقة بالنفس من أهم السمات الشخصية التي يتمتع بها عن غيره
ممن لا يمكنهم تولي مهام هذه الوظيفة لعدم تمتعهم بحس المسؤولية الكبير الذي يتمتع بها ذلك الشخص،
وهذا يعتبر من أهم العوامل التي تزيد من فرصة أن يقع عليه الاختيار.
“الى هنا نكون قد ولنا الى ختام مقالتنا حول أهم المهارات
والسمات الشخصية الواجب توافرها في الفرد حتى يتمكن من قيادة دفة حياته
والانتقال بها الى بر الأمان وتحقيق نتيجة مرضية تستحق الثناء والشكر،
فكم من مسؤول لا يعرف عن القرارات الصائبة سوى اسمها،
ولا يهتم بما قد ينتج عنه من افتقاره لتلك السمة اللازمة جدا في مكانه ووظيفته،
وهنا يكون محط انتقاد ولوم دائم اذا هو أخفق أو فشل في السير قدما نحو النجاة والتطور،
لأنه المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة تحدث بسبب قراراته وطريقة إدارته للأمور من باب المسؤولية المناطة به.”
خامساً: – كيف تنجح في تحمل المسئولية.
-
التوقف عن ابتكار الاعذار المختلفة.
أول ما يفشل الشخص في تحقيق النجاح في تحمل المسؤولية
هو تقديم المبررات والحجج والأعذار؛ لأنه قد يقدم لنفسه الأعذار من أجل التهرب
من الشعور بالمسؤولية عن شيء أو شيء ما، لذلك إذا كان الفرد يسعى للنجاح
في تحمل المسؤولية فعليه التوقف فورًا عن الاعتماد على الأعذار الواهية والوهمية والحجج، والارتقاء إلى تحمل المسؤولية، والشعور الكامل بمسؤولياته.
يجب إيقاف أي حوار يتمحور حول تقديم عذر أو اللجوء إلى إيجاد الظروف
التي يرتبط فيها الفرد بفشله في تحمل المسؤولية ، ويجب عليه التفكير بجدية في مسؤولياته؛
وكيف نؤديها بنجاح ، الخوف من الفشل ، ضيق الوقت ، قلة الخبرة كلها أعذار واهية ،
نوع من الكسل للتهرب من تحمل المسؤولية ، لذلك إذا حاول الفرد في كل مرة تحمل المسؤولية ،
فإنه يسمع تلك الأعذار يدور في رأسه أو بينه وبين نفسه عليه أن يوقفه في وقته ،
والرد على الحوار بأن هذه مسؤولياته وهو قادر على التحمل والنجاح ، لأن نجاحه لن يقوم به أي شخص آخر نيابة عنه.
-
فهم نتائج المسئولية.
يحتاج الإنسان إلى فهم نفسه ليكتسب مهارة القدرة على تحمل المسؤولية، و معرفتها جيداً ، والتعرف على مميزاته وعيوبه ،
بحيث يعمل على التركيز على المزايا ومعالجة العيوب ، أو على الأقل التقليل من تأثير خطورتها ،
ثم يحدد مسؤولياته جيدًا؛ ويعرف حدودها ، ويوقف الإجهاد المفرط والأعذار ، ثم يخبر نفسه حقيقة مهمة،
وهو أن مسؤولياتك لن يتحملها أي شخص آخر ، ولن تقع على عقبة شخص آخر ،
ولن يقبل أي شخص آخر مسؤولياتك مجانًا ، ولن يؤديها مثلك ، حتى لو في المقابل مساعدة الآخرين في بعض الأحيان ،
ولكن في النهاية ليس من مسؤولياتهم ، مثل المرأة التي لديها طفل ،
مع العلم جيدًا أن من مسؤولياتها العناية به ، إذا كان بإمكانها تزويدها بمساعد أو جليسة أطفال لرعايتها منه ،
لن يكون هناك بديل عنها في إعطاء الطفل التربية السليمة ،
لأنه كما سبق اتضح أنه من الممكن الاعتماد على مساعدة الآخرين في جزء من المهام ،
ولكن في النهاية تبقى المسؤولية للشخص ذاته.
-
التعود على المسئوليات الصغيرة.
أهمية تحمل المسؤولية هي نتاج التربية والتعليم السليمين ،
لكنها تجربة يمكن اكتسابها بمرور الوقت لمن فاتهم تعلمها في سن مبكرة؛
أيًا كان من يعتاد على تحمل مسؤوليات صغيرة ، سيكون من السهل جدًا عليه تحمل مسؤوليات أكبر وأكثر تعقيدًا ؛
فمن لم يتحمل مسئولية التنظيف بعد الاكل ، ومن يتحمل مسؤولية تنظيم غرفته ، ويهتم بشؤونه ،
ونظافته الشخصية ، سيكون من الصعب عليه تحمل المسؤولية في الأمور الأكثر تعقيدًا من
ومن المعروف أن أي عادة في تكراره والمثابرة عليه ستكون جزء من الشخصية ،
فإذا كان الشخص يفتقر إلى القدرات النفسية والتنظيمية لتحمل المسؤولية ،
فعليه أن يعتاد عليها من الآن فصاعدًا فيجب إصلاح ما يفسده وتحمل عواقب افعاله ،
وأن ما لا يستطيع ولا يجب أن يفعله غيره ، فعليه أن يفعله ، ولا يتركه تحت أي عذر أو ذرائع واهية.
الخاتمة: –
إذا كانت مقالتنا مهارة القدرة على تحمل المسؤولية التي أمامكم قد نالت اعجابكم وقبولكم فلا تترددوا في مشاركتها مع الأصدقاء حتى تعم الفائدة والمعرفة بين الجميع.