المقدمة
لقد كانت قطر أول دولة عربية تستضيف بطولة كأس العالم 2022م على أراضيها بعدما تقدمت بطلب رسمي الى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2010م للتنافس مع عدد من الدول على استضافة الكأس، وتم قبول طبلها وتفوقت على الدول التي كانت تنافسها وتم منحها حق استضافة المونديال عام 2022م.
كأس العالم fifa قطر ٢٠٢٢ جاء كنهضة قوية للدفاع عن الثقافة العربية والإسلامية، حيث تبنت دولة قطر ابراز الهوية العربية والإسلامية في بطولة المونديال 2022م من خلال مجموعة الإجراءات التي اتبعتها في تنظيم ذلك الحدث العالمي الكبير الذي كانت تتجهز له منذ اثنا عشر عاما حتى ولت الى الحالة التي رأيناه عليها في الافتتاحية بتاريخ 20 نوفمبر الماضي.
الدول الأوربية تعترض على إقامة كأس العالم 2022م في قطر
لقد لقي موضوع إقامة كأس العالم 2022م في قطر اعتراضات الكثير من الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي لكرة القدم ووصفوه بأنه جاء من باب الرشوة والفساد في الفيفا وليس بسبب تميز دولة قطر وقدرتها على استضافة المونديال 2022م.
وكانت تلك الاعتراضات أيضا من باب العداء الكبير من العالم الغربي تجاه العالم العربي والإسلامية ونظرة الكراهية للعرب على أنهم إرهابيين وضد حقوق الانسان.
غير أن بعض الدول الأوربية أيدت الفكرة ولم تظهر أية اعتراضات، ولكن اعترضت على طقس دولة قطر الحار جدا في فصل الصيف والذي لا يناسب اقامة بطولة كأس العالم مما اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم الى عقد البطولة ما بين شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2022م الجاري.
قطر تبرز الهوية العربية والإسلامية في مونديال 2022م
لقد فاجأت دولة قطر العالم العربي والإسلامي بتحضيرات كأس العالم هذا السنة، حيث قامت باتباع عدد من الإجراءات التي تتماشى مع الهوية العربية والإسلامية خلال مباريات كأس العالم 2022م مثل منع بيع الكحول والخمور في الملاعب المجهزة لمباريات الكأس، وأيضا منع كل ما يدعم أو يشير الى المثلية الجنسية أو يؤيدها.
وفي افتتاحية كأس العالم على أرض قطر كان هناك عدد من الفعاليات الجميلة التي تتحدث عن تاريخ دولة قطر في كرة القدم وتاريخ العرب وثقافتهم، فكانت هناك فعالية فيها حوار بين العالم الغربي والعالم العربي الإسلامي تم اقامته في الافتتاحية بين كل من أيقونة الأمل الشاب غانم المفتاح والفنان الأمريكي مورغان فريمان وتحدث فيها كل منهما عن ثقافته والتبادل بين العالمين.
نذكر أيضا أن تميمة بطولة كأس العالم لعام 2022م هو (لعيب) الذي يرتدي الزي التقليدي القطري من العباءة والجلابية والعقال، وافتتاح المونديال بأهازيج عربية من التراث البدوي القطري وعرض الخيام وبيوت الشعر كنموذج للبيت العربي القديم، واستخدام آيات القرآن الكريم.
فضلا عن ذلك فقد دعت دولة قطر الداعية الإسلامي الهندي (ذاكر نايك) ليقيم حلقات الوعظ الديني ونشر الثقافة الإسلامية خلال فعاليات كأس العالم والتحضيرات له بين الأجانب الذين حضروا الى قطر لمتابعة المباريات.
وفي لفتة جميلة قامت قطر بتوزيع كتيبات تعريفية عن الدين الإسلامي على جميع الحضور في استاد المباراة وبجميع لغات العالم، وهذا ما يؤكد سعي قطر الى استغلال هذا الحدث العالمي بالتعريف عن الدين الإسلامي والثقافة الإسلامية بين الدول الأوروبية التي قد لا تكون تعرف شيئا عن الإسلام والمسلمين، وقد نجحت قطر في هذا وعبرت عن كل عربي خلال بطولة كأس العالم التي تعتبر فريدة من نوعها بالنسبة للعرب كونها تقام لأول مرة على أرض دولة عربية.