هو الشاعر والاديب هو حبيب بن اوس بن الحارث الطائي عاش في الدولة العباسية في عصر الخليفة المامون
الشاعر أبو تمام
هو الشاعر والأديب العربي الكبير حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، عاش في فترة حكم الدولةِ العباسية؛ وتحديدًا في عصر الخليفة المأمون الذي اتخذ من الأراضي السورية مركزًا لولايته، وتشير المعلومات إلى أنه يعتنق الديانة الإسلامية بالرغم من أنّ عائلته تدين بالديانة المسيحية، وذاع صيته بالشعر العربي الحماسي، ويذكر بوصفه بأنّه الأكمل عقلًا وأدبًا بين الناس وفقًا لوصف البحتري له.[١].
كتب الكثير من المؤلفين حول سيرة الشاعر أبي تمام، ومن أبرز الكتب التي تناولت سيرته؛ كتاب أخبار أبي تمام للمؤلف الصولي، كما كتب أيضًا المؤلف نجيب محمد المصري أيضًا تفاصيل حول حياته وشعره في كتاب “أبو تمام الطائي: حياته وشعره”، بالإضافةِ إلى المرزباني ورفيق الفاخوري والزاهدي الجيلاني وغيرهم الكثير.[٢]
نشأة أبي تمام
رأى الشاعر أبو تمام النور لأول مرة في قريةِ جاسم القائمة فوق الأجزاء الشمالية الشرقية لبحيرة طبرية، وقد كان ذلك في عام 804م/ 188 للهجرة، وتشير المعلومات حول نشأته بأنّه قد عاش ريعان شبابه في مدينة حمص السورية، ثم ارتحل بعدها إلى الأراضي المصرية، وتكشف سطور كتب السير بأنّه قد امتهن بيع الماء للمصلين داخل أحد مساجد القاهرة، كما أنّ ظهوره لأول مرة ومحاولته في إثبات وجوده في عالم الشعر قد كان أيضًا في مصر، وعندما باءت محاولاته بكسب قوت يومه بالفشل هناك؛ عاود أدراجه إلى سوريا ووصل دمشق، ثم ارتحل مجددًا نحو مدينة الموصل.
من الجدير بالذكرِ أنّ أبا تمام قد عاصر الخليفة العباسي المأمون، ويستذكر التاريخ بأنّ سوريا كانت مقرًّا لخلافته، وقد حاول أبو تمام مرارًا وتكرارًا كسب رضا الخليفة ونيل إعجابه؛ إلا أنّه فشل أيضًا في ذلك مما أجبره على الارتحال نحو الأجزاء الشرقية من الإمبراطورية العباسية، وقد حظي أبو تمام بعد مدح الكثير من الناس له أمام المسؤولين بتمويل رحلاته من قِبل حاكم أرميا خالد بن يزيد الشيباني، إذ تقول بعض المعلومات أنّه كان يمنحه 10 آلاف درهم في المناسبة الواحدة أيضًا.[١]
رحلات أبي تمام
تشير المعلومات الواردة في سيرة الشاعر أبي تمام أنّه كان قد ارتاد حلقات الدروس والتحصيل، وقد تمكن من حفظ القرآن الكريم، كما أنه كان مطلعًا أيضًا على الكثير من العلوم السائدة في ذلك العصر، وقد حفزه ذلك على تدفق شلالات الشِعر العربي من لسانه وفيضانها، وقد حاول توظيف شعره بكسب قوته من الولاة إلا أنّه فشل في البداية، وقد عُرف عن بيئة الشام عدم توفيرها مطلبه من تحقيق رضا الولاة لنيل الأموال، وانتقل بعدها إلى مصر وتحقق ذلك بعد أن مدح عياش بن لهيعة الحصري، كما مدح أيضًا والي الرقة محمد بن حسان الضبي، واستمر على هذا الحال، كما تكشف المعلومات أيضًا بأنّه بعد انتهاء عام 214 للهجرة انتقل الشاعر إلى العراق حيث المقر الأساسي للخلافة العباسية، وتمكن من التواصل مع قادة الجيش المأموني خلال تلك الفترة ليصبح شاعر الخلافة بعد منافسةٍ شديدة حول إمارة الشعر، ومن أبرز من تنافس مع أبي تمام في ذلك كل من خالد بن يزيد الشباني وأبو سعيد بن محمد الثغري ومحمد بن حميد الطوسي وغيرهم.[٣]
صفات أبي تمام
تعددت الصفات التي برزت في كتب السير المتناولة لحياة الشاعر أبي تمام الطائي، ومن أبرز ما جاء فيها أنه يتصف بحلاوة اللسان وفصاحته، كما عُرف بالعبقرية الشعرية، أما فيما يتعلق بالصفات الجسمية فإنّه أسمر اللون طويل القامة أنيق الهندام عذب الصوت.[٣]
مؤلفات أبي تمام
رحل الشاعر الكبير أبو تمام في 231 هـ/ 846م تاركًا خلفه إرثًا أدبيًّا عظيمًا يقدر بـ475 قصيدةً وعددًا من الدواوين، ومن أبرز هذه المؤلفات والدواوين والقصائد[٢]:
- ديوان نقائض جرير والأخطل، وتتضارب المعلومات بملكية الديوان ما بين أبي تمام والأصمعي.
- ديوان فحول الشعراء.
- ديوان أبي تمام.
- ديوان مختار أشعار القبائل.
- ديوان الحماسة، ويقال إنّه تحت عنوان الوحشيات أيضًا.
- القصائد، ومنها [١]:
- قصيدة السيف أصدق إنباءً من الكتب.
- قصيدة ومن جيد غيداء التثني كأنما.
- قصيدة بمحمدٍ صارَ الزمانُ محمدا.
- قصيدة لا نالك العثرُ من دهرٍ ولا زللُ.
- الغَيْمُ مِنْ بَيْنِ مَغْبوقٍ ومُصْطَبَحِ.
وفاة أبي تمام
توفي الشاعر أبو تمام في سنة 231 للهجرة، وقد وورِيَ جثمانه في ثرى مدينة الموصل، ويُشار إلى أنّ جثمانه مدفون في ثرى ضريح ضخم متواجد داخل أسوار حديقة البلدية في مدينة الموصل.[٣]