يعد الزواج من نعم الله عز وجل لهذا فيدعي الشباب والفتيات دائما بالزواج
الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة من أعظم النِّعم التي يُنعم بها المولى -عز وجل- على الرجل لما تمتاز به من كمال الدِّين والأخلاق وحُسن التعامل مع الزوج والقيام بكافة الواجبات الزوجية والمنزلية بنفسٍ راضيةٍ، كما أنها تسعى إلى كل ما فيه خير وصلاح زوجها في الدنيا والآخرة بأساليب متعددة كالدعاء للزوج بالصلاح والهداية والتوفيق والسداد وسعة الرِّزق والقبول عند الناس؛ فالدعاء جزءٌ أساسيٌّ من العبادة ومن أساليبه دعاء المرأة لزوجها وأبنائها وبيتها، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”1) وهذا المقال يُسلط الضوء أكثر على دعاء الهداية للزوج.
دعاء الهداية للزوج
الدعاء بالهداية لأي شخصٍ من الأمور المستحبة خاصةً إن كان هذا الدعاء بظهر الغيب أي عند عدم تواجد الشخص فهو أدعى للقبول والاستجابة ومن أبرز أولئك الزوج أي أن دعاء الهداية للزوج من قِبل زوجته أمرٌ مستحبٌ؛ فالدعاء يفتح أمام الزوج أبواب الفلاح والتوفيق والرِّزق في حياته فينعكس ذلك بشكلٍ إيجابيٍّ على بيته وزوجته وأبنائه، وتقيه من التعرُّض للفِتن والمنكرات والآثام لكن لا يوجد في الشريعة الإسلامية دعاءٌ مخصوصٌ للزوج بالهداية لكن للزوجة الدعاء لزوجها بما تيسّر لها من الألفاظ والأدعية التي تحمل في ثناياها معنى الهداية أو اقتباس الأدعية الواردة في السُّنة النبوية والمتعلقة بالهداية بشكلٍ عامٍّ ومنها على سبيل المثال: قوله -صلى الله عليه وسلم-:”اللهمَّ اهدِني لأحسن الأخلاقِ وأحسن الأعمالِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، وقنِي سيء الأخلاقِ والأعمالِ لا يقي سيئَها إلا أنت” 2) فتقول الزوجة عند دعاء الهداية للزوج هذا الدعاء مستبدلةً كلمة “اهدِني” بكلمة “اهدِه” وهكذا أو تدعو بما يتيسر لها من الأدعية بلهجتها المنطوقة طالما التزمت بآداب الدعاء.
الدعاء بالهداية في سيرة الرسول
أثبتت الأحاديث الصحيحة والأخبار الواردة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ حال المرء يتغير من الضلالة والطيش والفسق إلى الهداية والصلاح وحُسن الحال بفعل الدعاء له بالهداية والخلاص مما هو فيه، ويكون الدعاء بالهداية لأي شخصٍ كان من قبل أي شخصٍ؛ فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر بن الخطاب بالهداية؛ فهداه الله تعالى إلى الإسلام ونصر به الدِّين، كما دعا عليه السلام بالهداية للصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسيّ حيث قال: “اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ” ، وكذلك دعا بالهداية لوالدة الصحابي أبو هريرة بناءً على طلبه؛ فقال عليه السلام: “اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ” .
ومن أدعية الهداية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يأتي:
- قال تعالى:”رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ”9).
- قال -صلى الله عليه وسلم-:”اللهمَّ اهدِني وسدِّدْني